أكد الرئيس السوري بشار الأسد، على أن قضية اللاجئين السوريين هي قضية مفتعلة، مشيراً إلى أن الدولة السورية تمكنت من خلال الإمكانيات المتوفرة لها وبالرغم من الضغوط المفروضة عليها من إعادة الإعمار والعقوبات وغيرها من تحقيق تقدم كبير في قضية اللاجئين.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمة متلفزة ألقاها اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين: “اليوم نحن نواجه قضية مركبة من ثلاثة عناصر مترابطة ملايين اللاجئين الراغبين في العودة ومئات المليارات من بنية تحتية مدمرة بنيت خلال عقود وإرهاب ما زال يعبث في بعض المناطق السورية”، مشيراً إلى أن “مؤسسات الدولة السورية تمكنت من التقدم خطوات مقبولة نسبة إلى إمكانياتها في التعامل مع هذا التحدي الكبير… فمع استمرار حربها على الإرهاب قامت بتقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى الوطن من خلال العديد من التشريعات كتأجيل الخدمة الإلزامية لمدة عام للعائدين والعديد من مراسيم العفو التي استفاد منها من هم داخل الوطن وخارجه.. واستطاعت الدولة إعادة الحد الأدنى من البنية التحتية في العديد من المناطق كالماء والكهرباء والمدارس والطرق وغيرها من الخدمات العامة وذلك لتمكين أبنائها العائدين من العيش من مقومات الحياة” لافتاً إلى أن الدولة السورية تمكنت من إعادة مئات اللاجئين على بلادهم.
وحول أوضاع اللاجئين في الخارج السوري، شدد الرئيس السوري على أن بعض الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضاً استغلوا اللاجئين من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة بالإضافة إلى جعلهم مصدراً للمال، منوهاً إلى أنه “بدلاً من العمل الفعلي من أجل تهيئة الظروف المناسبة لعودتهم فرضوا عليهم البقاء في تلك الدول عبر الإغراء حينا والضغوط والتخويف أحياناً أخرى… وهذا ليس مستغرباً فتلك الحكومات التي عملت بجد لنشر الإرهاب في سورية”، لافتاً إلى أن بعض الدول هي من افتعلت قضية اللجوء في سورية حيث قال: “لأن الظروف الموضوعية لا تدفع باتجاه خلق حالة لجوء فكان لا بد من قيام الأنظمة الغربية بقيادة النظام الأمريكي والدول التابعة له في جوارنا وتحديداً تركيا من خلق ظروف مفتعلة لدفع السوريين للخروج الجماعي من سورية لتكون مبرراً للتدخل في الشؤون السورية ولاحقاً لتفتيت الدولة وتحويلها لدولة تابعة تعمل لمصالحهم”.
وتابع: “ورغم كل ذلك فإن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى راغبين في العودة إلى وطنهم لأنهم يرفضون أن يكونوا رقماً على لوائح الاستثمار السياسي وورقة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم”.
وأكد الرئيس الأسد، أن هذا المؤتمر سيخلق الأرضية المناسبة للتعاون من أجل حل أزمة اللاجئين، لافتاً إلى الجهود التي يبذلها الجانبين الإيراني والروسي للتعاون مع سورية بهذا الملف.