علّق الرئيس بشار الأسد، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الإثنين، على موقف دمشق من التقارب مع أنقرة، مؤكداً أنه مجرد أن زال سبب الخلاف يمكن أن تعود العلاقات كما كانت في الماضي.
وقال الرئيس الأسد: “نحن إيجابيون تجاه أي مبادرة لتحسين العلاقة وهذا شيء طبيعي، لا أحد يفكر أن يخلق مشاكل مع جيرانه ولكن هذا لا يعني أن نذهب من دون قواعد، اللقاء هو وسيلة والوسيلة بحاجة لقواعد ومرجعيات عمل لكي تُنتج فإذا لم تُنتج فقد تصبح العلاقات أسوأ”.
وأكد الرئيس الأسد، أن المبادرات الهادفة إلى إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا بدأت منذ خمس سنوات، إذ قال: “الحديث عن المبادرات جديد ولكن بداية المبادرات كانت قبل خمس سنوات” موضحاً أن “دمشق كانت دوماً تكرر نفس المواقف، أزيلوا الأسباب تظهر النتائج”.
وتابع الرئيس الأسد، أن “أول سؤال يجب أن نسأله لماذا خرجت العلاقات عن وضعها الطبيعي منذ ثلاثة عشر عاماً؟، لم نسمع أي مسؤول تركي يتحدث عن هذه النقطة بشكل صريح”، مؤكداً أن في الماضي كانت الأمور هادئة، مضيفاً أن “سوريا دائماً متمسكة بما التزمت به منذ أكثر من ربع قرن، بموضوع الأمان على طرفي الحدود ومكافحة الإرهاب”.
وأضاف أن الأمر ليس بحاجة “إلى تكتكات وبهلوانيات سياسية ولا إعلامية، هذه العلاقة طبيعية وسنصل إليها، والأصدقاء يدعمون هذا الشيء” موضحاً أن “الأصدقاء الذين يبادرون من أجل حل المشاكل بيننا وبين تركيا ملتزمون بالقانون الدولي، ما يعني أن ما نطالب به هو حق لسوريا وهو قانون دولي ولا أحد يستطيع أن يكون عكسه، ربما يطالبون أحياناً ببعض الإجراءات وهذا قابل للحوار والنقاش، لكن الإجراءات شيء وتجاوز المبدأ شيء آخر، ولا يمكن تجاوز المبادئ التي نبني عليها مصالحنا الوطنية”.
وحول الضمانات التي قُدمت لسوريا خلال المحادثات بين الجانبين، أكد الرئيس الأسد أنه “لم تُقدم لنا أي ضمانات، لذلك نحن نسير بشكل إيجابي ولكن استناداً إلى مبادئ واضحة هي القانون الدولي والسيادة هذا واضح” وإلى جانب المبادئ أكد أن سوريا تسير ضمن منهجية محددة منهجية وهي “ضمان بأن ما نتحرك به سيؤدي إلى نتائج إيجابية”.
وفيما يتعلق بإصرار أنقرة على عقد لقاء على مستوى رؤساء البلدين، قال الرئيس الأسد: “إذا كان اللقاء يؤدي إلى نتائج أو إذا كان العناق أو العتاب أو تبويس اللحى كما يقال باللغة العامية، يحقق مصلحة البلد فأنا سأقوم به” موضحاً أن “المشكلة لا تكمن في اللقاء وإنما في مضمون اللقاء”.
وأضاف “نحن نسأل ما هي مرجعية اللقاء هل ستكون هذه المرجعية هي إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب والانسحاب من الأراضي السورية، هذا هو جوهر المشكلة ولا يوجد سبب آخر فإذا لم يكن هناك نقاش حول هذا الجوهر فماذا يعني لقاء؟”.
وأوضح الرئيس الأسد أن سوريا أصرت على أن اللقاء ضروري سواء كان على مستوى الرؤساء أم غير ذلك، مشيراً إلى أن “اللقاءات مستمرة وهناك لقاء يُرتّب على المستوى الأمني من قبل بعض الوسطاء وكنا إيجابيين” منوهاً إلى أن “وزير الخارجية التركي قال إن هناك لقاءات سرية، لا يوجد شيء سري بالنسبة لنا في سوريا كل شيء مُعلن عندما يكون هناك لقاء سنعلن”.
وشدد الرئيس الأسد، على أن ما تطالب به دمشق لإتمام عملية التقارب هي متطلبات تحتاجها هذه العملية السياسية لضمان نتائج إيجابية لها، وقال: “من دون متطلبات لا تنجح العملية فما نتحدث عنه هو المتطلبات التي تفرضها طبيعة العلاقات بين الدول، ويعبر عن هذه المتطلبات القانون الدولي أيضاً”.
وأضاف متسائلاً “هل يمكن أن تسير هذه العلاقة من دون قانون دولي، ومن دون الحديث عن الماضي بالشكل الصحيح ومن دون الحديث عن الأخطاء السياسية التي أدت إلى تدمير منطقة كاملة وسقوط مئات الآلاف من القتلى؟ هل يمكن أن ننطلق باتجاه المستقبل من دون أن نستفيد من دروس الماضي ونضع أسس لكي لا تسقط به وبأفخاخه الأجيال القادمة؟”.
وخلُص الرئيس الأسد، في حديثه إلى أنه “عندما نؤكد على المبادئ والمتطلبات فهذا انطلاقاً من حرصنا على نجاح العملية وليس تشدداً أو تردداً” مضيفاً “لا يوجد لدينا تردد أو غرور فنحن نسعى لمصلحتنا بالدرجة الأولى وفقاً لمبادئ واضحة”.
يشار إلى الرئيس التركي أكد خلال الأسبوعين الفائتين مرات عدة، رغبته بإتمام عملية التقارب بين أنقرة ودمشق، ولقاء الرئيس الأسد، كما أعلنت العراق أنها تلعب دور الوساطة في هذا الملف، كاشفة عن لقاء سوري- تركي قد يُعقد قريباً في العاصمة العراقية بغداد.