جاءت زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات اليوم في سياق مشابه لزيارته الأخيرة إلى موسكو في كونها علنية وبمراسم استقبال رسمية، رفقة وفد حكومي رفيع المستوى، في وقت يُجمع فيه محللون على أن الرئيس الأسد يرسّم مرحلة سوريا المقبلة اقتصادياً وسياسياً.
ومن الواضح أن حضور وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل في كلتا الزيارتين يشير إلى وجود أجندة اقتصادية سوريّة، وفي هذا الإطار، ذكرت قناة “الميادين”، أنّ “زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات كانت مقررة مسبقاً، مشيرةً إلى أنّ “زيارات الرئيس الأسد إلى الإمارات تكررت، وهناك رهان على دعم أكبر من أبو ظبي للاقتصاد السوري”.
وأوضحت أنّ “الشق الاقتصادي سيكون محور البحث الأكبر مع الإمارات، إضافةً إلى الشق السياسي الذي لن يغيب عن هذه الزيارة”.
وفور وصول الرئيس الأسد إلى مطار الرئاسة في أبو ظبي كان في استقباله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوجه الرئيسان إلى قصر الوطن بالعاصمة أبو ظبي لبدء المحادثات.
وأكد الرئيس الأسد لنظيره الإماراتي، أن “التنافر وقطع العلاقات هو مبدأ غير صحيح في السياسة (…) من الطبيعي أن تكون العلاقات بين الدول العربية سليمة وأخوية”، وفقاً للرئاسة السورية.
وتابع مشدداً على أن “الدور الإماراتي يتقاطع مع رؤية سوريا في ضرورة تمتين العلاقات الثنائية بين الدول العربية، وصولاً إلى العمل العربي المشترك، والذي يشكل الانعكاس المنطقي لما يجمع بين هذه الدول وشعوبها ويحقق مصالحها”.
من جهته، أكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مباحثاته الرسمية مع الرئيس بشار الأسد “أهمية عودة سوريا لمحيطها العربي، وبناء الجسور وتمتين العلاقات بين كل الدول العربية لفائدة وصالح شعوبها”.
وفي هذا السياق، كتب المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش في “تويتر”، أنّ “موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله اليوم الرئيس بشار الأسد”.
وتابع “يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة”.
وأكد أنّ “نهج الإمارات وجهودها نحو سوريا الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والإقليمي وتجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد أثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية”.
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية والخبير السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، إنّ “أبوظبي مقتنعة إلى جانب العديد من الدول العربية بأن الوقت قد حان للتصالح مع الرئيس الأسد (…) ورؤية سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية”، وفقاً لما نقلته صحيفة “الرأي اليوم” الإلكترونية.
وتأتي زيارة الرئيس الأسد بعد أيام من إعلان المصالحة الإيرانية – السعودية بوساطة صينية، وسط إجماع المحللين على أن ذلك من شأنه أن يؤثر إيجابياً في المنطقة.
وفي زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد الأخيرة إلى دمشق في 12 شباط الفائت، بعد الزلزال الذي ضرب سوريا، كشفت صحيفة “النهار العربي” اللبنانية عن مصادر سوريّة وخليجية موثوقة وجود وساطة إماراتيّة على خط العلاقات السورية – السعودية خاصةً، والسورية – العربية عموماً، مؤكدةً أن “وزير الخارجية الإماراتي نقل رسالة سعوديّة إلى الرئيس بشار الأسد ورداً سورياً إلى الرياض”.
وفي زيارة الرئيس الأسد الأخيرة إلى موسكو، تطرّق في حديث لقناة “روسيا اليوم”، إلى العلاقة مع السعودية، وأوضح أن “سوريا لم تعد ساحة صراع سعودي – إيراني مثلما كان الوضع في بعض المراحل ومن قبل بعض الجهات”، مشيراً إلى أن “السياسة السعودية اتخذت منحى مختلفاً اتجاه سوريا منذ سنوات عدة، ولم تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا كما أنها لم تعد تدعم أياً من الفصائل”.
أثر برس