تلقى الرئيس بشار الأسد مساء اليوم، اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هنأه فيه بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، معرباً عن خالص تمنياته لسوريا وشعبها بالخير والازدهار.
وأفادت “الرئاسة السورية” في بيان لها عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن “الرئيس الأسد شكر الرئيس المصري على تهنئته، متمنياً له موفور الصحة ودوام التوفيق، ولجمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق دوام الاستقرار والمزيد من التقدم والازدهار”.
ويأتي ذلك تزامناً مع تقديم السفير حسام الدين آلا أوراق اعتماده مندوباً دائماً لسوريا لدى جامعة الدول العربية وللأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، في مقر الجامعة بالقاهرة.
وحازت المصافحة التي تمّت بين الرئيس بشار الأسد ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى بينهما قبل بدء أعمال القمة العربية التي جرت في 19 أيّار الفائت بجدّة ، اهتمام الأوساط الإعلامية.
وتعليقاً على ذلك، كشف الخبير المصري محمد مخلوف، أنّ “سر الترحيب الحار المتبادل بين الرئيسين يكمن في موقف مصر المساند للدولة السورية، ورفضها تقسيم سوريا، وتأييد بقاء الجيش السوري موحداً، لافتاً إلى أن “مصر أدت دوراً كبيراً في حشد الجهود لإعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وأن مصر ليس لها أي أطماع أو مصالح خاصة في سوريا، وتهدف إلى الحل السياسي السلمي.”
وأشار الخبير المصري في تصريحات لقناة “روسيا اليوم” حينها، إلى أن “الرئيس الأسد مرتاح لدور مصر الذي أعلنته أكثر من مرة بشأن مساندتها لوحدة الدولة السورية، إذ أُجريت عدد من الاجتماعات بين القاهرة ودمشق، حضرتها وفود أمنية رفيعة المستوى من الدولتين”، مضيفاً: إنّ “قبول وارتياح دمشق لدور القاهرة كان الفيصل في نجاح أكثر من اتفاق منها اتفاق الغوطة ثم اتفاق حمص بالشراكة مع روسيا؛ لأن الرئيس الأسد يدرك أن مصر حليف رئيس له، ولديهما قواسم مشتركة تعزز أواصره”.
وأكد مخلوف، أنّ “مصر لم تشارك بأي وسيلة من الوسائل في سفك الدماء، وتعتبر سوريا جزءاً لا يتجزأ من تاريخها وسلامة أمنها القومي، إضافة إلى الدور الإنساني الذي قامت به مصر بتوجيهات من القيادة السياسية بشأن تقديم المساعدات وقت حدوث الزلزال المدمر الأخير”.
وكان الرئيس بشار الأسد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري للمرة الأولى بينهما في 7 شباط الفائت، بعد وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا، أكّد فيه “تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق، وحرصها على تقديم العون لمساعدة الشعب السوري على تجاوز هذا المصاب الأليم”، بحسب ما نقلته “الرئاسة السورية”.
وحاز الاتصال الأول بين الرئيسين اهتمام الأوساط الإعلامية حينها، ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادرها في هذا الصدد، أن “هذا الاتصال المباشر بين الرئيسين السوري والمصري كان يتم التجهيز له منذ عامين تقريباً لإنجاز تواصل مباشر بينهما بعدما انقطعت العلاقات على يد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي إبان حكم الإخوان عام 2012”.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين مرت بعدد من المنعطفات، ففي عام 2011 أعلنت القاهرة في عهد الرئيس السابق محمد مرسي قطع علاقاتها مع دمشق وإلغاء عضويتها من الجامعة العربية، لتتخذ عام 2013 وبعد رحيل مرسي، موقف الحياد من الحرب على سوريا والتواصل مع المعارضة السياسية فقط.
أثر برس