استمراراً للمحادثات الروسيّة مع الأردن، التي تتركز حول الأزمة السوريّة ووجود أخطار على الحدود بين البلدين؛ تعدّها عمّان بأنها تهدد أمن البلاد، أكد السفير الروسي لدى عمّان غليب ديسياتنيكوف أن قاعدة “خطوة مقابل خطوة” التي ينتهجها الأردن في الملف السوري مقاربة معقولة وذات آفاق واسعة.
مضيفاً: “إنّ الملف السوري يبقى من بين أولويات أجندة المحادثات الثنائية، وإن موسكو تشارك في الحوار المستمر حول الوضع الراهن في جنوب سوريا مع أصدقائها الأردنيين وتتفهم قلقهم”، بحسب مانقلته وكالة “سبوتنيك” الروسيّة.
وعن العلاقات الأردنية – السورية، قال السفير الروسي: “إنّ الدبلوماسية لا تتطلب التعجل؛ فاستئناف التعاون بين الأردن وسوريا،وضمان التقارب بين البلدين يحتاج إلى عمل متواصل ودؤوب”، مشدداً على أنه “ يجب إحراز تقدم تدريجي في اتجاه توسيع الشراكة متعددة الجوانب في المجالات كافة، بما في ذلك التجارة والاستثمارات والزراعة”.
وأشار ديسياتنيكوف إلى أنه “من المهم التوصل إلى نتيجة مرغوبة ترضي كلا الطرفين”، متابعاً: “في هذا الحال سوف يستفيد الجميع من هذه الشراكة (الأردنية – السورية) بما في ذلك عواصم إقليمية”، مؤكداً ضرورة أن يكون هذا المثال جيد جداً لحالة (رابح – رابح) للشرق الأوسط بأكمله.
وسبق أن وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الأردن في 2 من الشهر الحالي، وعقد مباحثات مع وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي وُصفت بالشاملة والصريحة والمباشرة، إذ أكده خلالها الوزير الأردني أن الوجود الروسي في جنوبي سوريا عامل استقرار في ظل الظروف الراهنة، لافتاً إلى ضرورة التنسيق بين الأردن وروسيا بشأن الوضع في الجنوب السوري، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
وأعلن وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي في نهاية أيلول الماضي، أن بلاده تحشد لدعم إقليمي ودولي لعملية سياسية يقودها العرب في سبيل إنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ 11 عاماً، في الوقت الذي أثيرت فيه حينها تساؤلات عن واقعيتها وفرص نجاحها.
وفي هذا السياق، كشف النائب الأردني السابق نبيل غيشان في وقت سابق، أن “الأردن يسعى إلى حل سياسي للأزمة السورية؛ فهو متضرر من الأوضاع الحالية، وحاول طرح أفكار وإيجاد تفاهمات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية والمجتمع الدولي، لكن هذه الجهود قوبلت بالرفض من بعض الدول العربية، وعدم تقبّل أميركي، صاحبة القرار في هذا الإطار”، بحسب ما نقله موقع “العربي الجديد”.
يشار إلى أن هناك عدداً من الملفات التي تدفع الأردن إلى التخلي عن سياسته التي نهجها مع سوريا في بداية الحرب 2011، وأبرزها هو الوضع الاقتصادي، والعودة إلى تطبيع العلاقات معها ففي 2021 أكد الملك الأردني عبد الله الثاني، أن الأردن هو ثاني أكثر دولة تضرراً بعد سوريا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوربية، إلى جانب أن الأردن محتاج إلى التعامل مع الحكومة السورية والتعاون معها باعتباره يستضيف ما يقارب مليون لاجئ سوري.
أثر برس