تستمر السلطات التركية بإجراءاتها التعسفية التي تستهدف الصحفيين الأتراك لمنعهم من نشر أخبار تتعلق بما يجري في محافظة إدلب السورية، لا سيما بعد مقتل العشرات من الجنود الأتراك في المحافظة.
وأكدت صحيفة “زمان” التركية أن السلطات التركية فتحت تحقيقات بحق 25 صحفياً على الأقل خلال الأسبوع الماضي وحظرت الوصول إلى عدد من المواقع الإخبارية ووضعت قيوداً على وسائل التواصل الاجتماعي كما أصدرت قرارات توقيف واعتقال بحق العديد منهم على خلفية تغطيتهم الأخبار حول العدوان على إدلب والتدخلات في ليبيا.
وفي ظل هذه الحملة اعتقلت السلطات التركية عدد من الصحفيين بسبب نشرهم أخباراً حول مقتل عشرات من الجنود الأتراك خلال عمليات الجيش السوري في إدلب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد تناول خبر في ثلاث صحف عن عودة جثة ضابط استخبارات تركي مقتول في ليبيا قررت السلطات اعتقال كل من الكاتب الصحفي في جريدة “سوزوجو” مراد أغيرال، بعد عدة أيام من الإفراج المشروط عنه وكذلك رئيس تحرير “موقع أودا تي في” الإخباري باريش بهليفان، ومدير التحرير بالموقع باريش ترك أوغلو، ورئيس تحرير صحيفة “يني ياشام” محمد فرهاد جليك، ومدير الأخبار آيدين كاسر.
وفي السياق، نقلت “زمان” عن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري والمتحدث باسم الحزب فائق أوزتراك، تأكيده على أن منع تداول الأخبار هو أهم وأكبر مؤشر على قمع الصحافة وخاصة أن الموضوع المذكور أصبح علنياً بعد الكشف عنه أمام البرلمان.
وقال أوزتراك: “إن الإجراءات الأخيرة تكتسب زخماً مع الوقت ومن غير المعقول في دولة ديمقراطية أن يقوم نظامها بالقمع والحظر ونحن نقول لهم إن لم تستطيعوا الإدارة اتركوها”.
يشار إلى أن السلطات التركية تواجه انتقادات وحملات كبيرة معادية من الشعب بعد مقتل العشرات من الجنود في سورية وليبيا، وذلك خلال تواجدهم بشكل غير شرعي في تلك البلاد، حيث نظم مختلف شرائح الشعب التركي حملة إلكترونية تُطالب بخروج القوات التركية من سورية، مشددين على أنه لا مبرر لوجودهم.