أكد محافظ السويداء مصطفى البكور، في حوار صحفي، وجود توافقاً مع مشايخ العقل في القضايا الوطنية، موضحاً أنه لا يوجد أي دعوات للانفصال.
وقال البكور، في حوار أجراه مع وكالة “الأناضول” التركية: “إن أبناء المحافظة دائماً يؤكدون أنهم وطنيون سوريون”، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي دعوات للانفصال من المواطنين أو مشايخ العقل الدروز.
وأكد محافظ السويداء أن جهاز الأمن في المحافظة يجب أن يتشكل من أبناء المحافظة، مشيراً إلى أن الوضع الذي عاشته ولا تزال تعيشه المحافظة فيه كثير من التجاذبات، لذلك “فتشكل جهاز الأمن من أبناء المحافظة سيضمن عدم حدوث مشكلات جديدة لحين اتضاح الرؤى وبناء الثقة”، وفق ما نقلته “الأناضول”.
ولفت إلى أنه لا يوجد تنسيق تام بين كل الفصائل في السويداء، مشيراً إلى أن “بعض الفصائل تتواصل مع وزارة الدفاع لترتيب أمورها فيما تنتظر بعض الفصائل الأخرى لترى ما ستؤول إليه الأوضاع”.
وأشار إلى أنه يتوقع “أن تعود الثقة وينضوي الجميع تحت وزارة الدفاع في الأيام القادمة”، مؤكداً وجود لقاءات مستمرة وتبادل لوجهات النظر مع مشايخ الطائفة الدرزية في المحافظو، وقال: “لا أرى خلافاً بيننا وبين مشايخ العقل ونحن متفقون في القضايا الوطنية. ربما هناك تباين في وجهات النظر لكن لا يوجد خلاف”.
وأضاف: “زياراتي مستمرة، أحياناً أزور الشيخ حكمت الهجري (الرئيس الروحي لدروز سوريا)، ونتبادل الآراء ووجهات النظر بكل محبة واحترام. وكثير من الأحيان نسمع من سماحة الشيخ حكمت أفكارا نطبقها بالمحافظة”.
وتابع: “نلتقي أيضاً مع سماحة الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع ونسمع منهما أيضا الكثير من الأفكار ونأخذ بنصائحهما بكل محبة ومودة”.
وبعد سقوط النظام السابق في سوريا، حاولت “إسرائيل” استغلال ملف الأقليات في البلاد، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” مطلع آذار الفائت: “إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه”، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحييون.
وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات “الإسرائيلية”، وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على “إسرائيل” للانسحاب الفوري من مناطق توغلت فيها جنوبي سوريا.
وفي 11 آذار الفائت التقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، بقصر الشعب في دمشق، وفداً من محافظة السويداء، يضم سياسيين وحقوقيين ونشطاء، وأفادت وكالة “سانا” الرسمية، بأن اللقاء تناول القضايا الوطنية والمحلية المهمة، مشيرة إلى أن الحاضرين شددوا على أن دمشق كانت وستبقى عاصمة البلاد.
وأضافت الوكالة حينها أن اللقاء أكد “أهمية المرحلة التاريخية من عمر سوريا، التي يصبو خلالها السوريون الأحرار إلى وطن ديمقراطي تسوده العدالة والقانون والتمثيل العادل لكل أطياف الشعب السوري، رغم الظروف الإقليمية والدولية الصعبة والمخططات التي تحاك ضد وحدة سوريا أرضاً وشعباً”.
وفي 12 آذار الفائت توصل الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، حكمت الهجري، إلى “وثيقة تفاهم” مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، بهدف تنظيم الأمور في المحافظة ذات الغالبية الدرزية جنوبي سوريا.