رضا زيدان
زيارات أجنبية بالجملة للعراق، أول أمس حضر وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان لبغداد لمناقشة مستقبل المنطقة، وقبل أيام هرول وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس لمراقبة انطلاق معركة تلعفر التي اقتربت من نهايتها، وفي نفس الوقت غالبية الشخصيات السياسية العراقية أنهت زياراتها الخارجية فوزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي في طهران، والزعيم مقتدى الصدر في السعودية وبعدها في أبو ظبي، فماذا ستخفي هذه الزيارات للعراق هل ستشتعل المنطقة وتعم التفجيرات أم ستسود سياسة الصمت والتفاهمات؟
غالبية المتابعين للتطورات السياسية في الشرق الأوسط تفاجئوا بزّيارة الزعيم مُقتدى الصّدر للمملكة العربية السعوديّة، بسبب توقيتها أولاً، وانعكاساتها المُتوقّعة سلباً أو إيجاباً، على العلاقات السعوديّة الإيرانية التي تَمر حاليّاً بحالة من التوتّر غير مسبوقة، ولاسيما بعد أحداث الحج الدامية وبعد إحراق السفارة السعودية في طهران.
ربما تحاول السعودية متمثلة بولي العهد محمد بن سلمان التقرّب من العراق وفتح طرق دبلوماسية عن طريق السيد الصدر بعيداً عن الطريق الإيراني المغلق، اختارت السعودية السيد الصدر بسبب كتلته في البرلمان العراقي والتي تتخطى حوالي 34 مقعداً، وتملك فصيلاً مُسلّحاً تحت اسم “سرايا السّلام” والذي يضم عدداً لا يستهان به من المقاتلين ويُشكّل فصيلاً أساسياً في الحشد الشعبي العراقي الذي خاض معركة الموصل.
كما استقبلت السعودية قبل أيام من استقبال الصدر السيّد قاسم الأعرجي، وزير الداخليّة العراقي، وقبله رئيس الوزراء حيدر العبادي، ومن المُتوقع أن يزورها في الأيام سياسيون عراقيون آخرون في إطار انفتاحها الجديد على العراق وسياسييه.
القاسم المشترك بين زوّار المملكة هؤلاء، هو موقفهم السياسي تجاه العلاقات مع إيران، فزيارة السيّد الصدر للمملكة السعودية والحفاوة اللاّفتة التي حَظي بها عرّضته لحملة انتقادات شديدة اللهجة من قِبل مسؤولين وسياسيين عراقيين وعرب وإيرانيين.
الصدريون يقولون بأن الصدر يُعارض تدخّل السعودية في الشأن الداخلي العراقي، ويرفض في الوقت نفسه الوصاية الإيرانية، ويُمكن بالتالي أن يكون وسيطًا ملُائماً للتوسط في الأزمة السعودية الإيرانيّة المتفاقمة بين الطّرفين، ومحاولة بناء جسور تقارب بين البلدين، مما ينعكس إيجاباً على العراق خصوصاً والمنطقة عموماً.
ربما جرّبت السعودية كل الحلول العسكرية حيث شنت “عاصفة الحزم” على اليمن، ودعمت الفصائل الجهادية في سوريا، كما أيّدت الحرب الأمريكية على العراق، فهل فعلاً حان الوقت الذي تنفتح به السعودية على العراق من خلال بعض الفئات السياسية أم أنها أضغاث أحلام، وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين!