أكد قيادي في “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” أنه من المتوقع أن يشن تنظيم “داعش” هجوماً جديداً مماثلاً للهجوم الذي شنّه على سجن الصناعة في الحسكة، مشيراً إلى أن “قسد” كانت على دراية بهذا الهجوم قبل أن يتم تنفيذه بفترة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن هفال قرتاي، قائد وحدة القوات الخاصة التي عملت على تمشيط سجن الصناعة ومحيطه من مسلحي “داعش” خلال الهجوم الأخير، قوله: “السبب الرئيسي لتفعيل وتقوية خلايا “داعش” النائمة هو الصمت الدولي وضعف الدعم لـ “قسد” في مواجهتها للإرهاب”، مضيفاً: “نحن نعتمد على الموارد غير الكافية لخوض الصراع”.
وفي الوقت ذاته، أكد قرتاي أن “قسد” كانت على دراية منذ فترة ملموسة أن سجن الصناعة سيصبح هدفاً لهجوم “داعشي”، وتلقت تقاريراً استخباراتية عن ارتفاع عدد خلايا التنظيم في المنطقة، مشيراً إلى أن بعض المسلحين يعبرون نقاط التفتيش تحت قناع مدنيين دون مواجهة أي مشاكل.
وصرّح قرتاي بأن “قسد” تسيطر حالياً على سجن الصناعة بالكامل، غير أنه يتوقع هجمات جديدة عليه.
وخلّفت أحداث سجن الحسكة، حسب بيانات “أسوشيتد برس” 121 قتيل في صفوف “قسد” وحرس السجن، و380 آخرين في صفوف “داعش”.
وكان سجن الصناعة يضم أكثر من ثلاثة آلاف معتقل من عناصر “داعش” كأسرى، ويعد أكبر سجن على مستوى العالم لمسلحي “داعش”.
وتؤكد التحليلات أن وجود هذه السجون في قبضة قوة غير حكومية يجعلها قنبلة موقوتة لإعادة انبعاث “داعش” من جديد، حيث سبق أن نشر موقع “ميدل إيست أي” مقالاً قال فيه: “من الواضح لسنوات أن النهج الحالي لاحتجاز داعش بدون محاكمة، في منشآت مؤقتة يحرسها طرف غير حكومي ضعيف الموارد كان بمثابة قنبلة موقوتة، فبافتراض وجود محكمة محلية غير مسبوقة أمر قانوني ومستحيل لوجستياً، واحتمال تسليم المعتقلين إلى الدولة السورية بعيد، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية تأمين للسجناء، بينما يتم النظر في الخيارات البديلة”، مضيفاً: “الهجوم على سجن داعش يسلط الضوء على اتجاه مقلق كان واضحاً لبعض الوقت، فلقد أعاد تنظيم داعش بناء نفسه ببطء وبهدوء ومنهجية في سوريا والعراق منذ هزيمة الخلافة الإقليمية في آذار 2019، وثمة حاجة إلى المعلومات الاستخباراتية عنه، ولكن قطع التحالف الموارد”.