جددت الصين مطالبتها بخروج القوات الأمريكية من سوريا، بسبب عدم شرعيّة وجودها، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “تشاو لي جيان” أنه “أمر مروع أن نرى الحجم الهائل والنهب الأمريكي في سوريا والذي كان مستمراً في الوقت الذي تحاول فيه البلاد الخروج من أزمة استمرت لأكثر من عقد من الزمن، وأزمة إنسانية خطيرة تواجه شعبها”.
مضيفاً: “ إن القوات الأمريكية تسيطر على النفط والغاز الطبيعي وموارد الدولة الأخرى، وما زالوا يحتلون حقول النفط الرئيسة كما نهبوا أكثر من 80 في المئة من إنتاج النفط في البلاد وأحرقوا ونهبوا مخزون القمح في سوريا ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فيها”.
وشددت الخارجية الصينية في بيانها، “ بأنه ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء وجودها العسكري غير القانوني وعملياتها في سوريا، ووقف الإجراءات أحادية الجانب والتوقف عن سرقة النفط والحبوب، كما عليها أن ترد للشعب السوري ثرواته التي هي حق له”.
ويأتي الموقف الصيني في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر بين واشنطن وبكين، منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” الأخيرة إلى تايوان، الشهر الماضي، وكذلك بعد أيام قليلة من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن صفقة أسلحة جديدة قيمتها 1,1 مليار دولار لتايوان، بهدف تعزيز دفاعاتها العسكرية ضد الصين.
وكانت الخارجية السورية، قد أدانت بشدة استمرار تدخل واشنطن في الشؤون الداخلية للصين، مؤكدة وقوفها إلى جانب بكين في الدفاع عن سيادتها وأمنها ودعمها “مبدأ صين واحدة”، قائلةً: “ إن سوريا تدعم بشكل مستمر ومطلق وغير محدود جهود الصين ومواقفها المبدئية في مواجهة محاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية سواء في تايوان أو هونغ كونغ أو شينجيانغ”، مشددةً على “حق الصين غير القابل للتفاوض أو المساومة في اتخاذ ما تقرره من إجراءات وخطوات لحماية وصون سيادتها”.
وكانت الصين قد أعلنت في حزيران الماضي، أن “الوجود الأمريكي في شمال شرقي سوريا غير شرعي، ويأتي بذريعة مساعدة “قسد” في القضاء على تهديد “داعش”، مضيفة: “ أن الجيش الأمريكي يُسيطر على أكبر حقول النفط والغاز في سوريا ويصدّر النفط إلى قواعده في العراق منذ أكثر من 5 سنوات”.
يشير مراقبون إلى أن الطلب الصيني بسحب القوات الأمريكية يأتي لزيادة الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة من الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، (روسيا، إيران، تركيا) ضمن إطار “آستانة”، كما أن مصلحة الصين تلتقي مع إيران وروسيا في سوريا، وخاصة أن استراتيجية الولايات المتحدة تركز حالياً على عدم ترك أي فراغ في منطقة الشرق الأوسط قد تستفيد منه الصين.
يذكر أنه منذ التوجّه السوري نحو الشرق، ارتفعت قيمة واردات البضائع الصينية إلى دمشق لتبلغ نحو 700 مليون دولار سنوياً، وهو رقم مرتفع قياساً مع الظروف التي يتعرض لها الاقتصاد السوري بسبب العقوبات الأمريكية والحصار المفروض على البلاد.
أثر برس