وقّع الجانبان السوري والصيني أمس الجمعة اتفاقية تعاون استراتيجي، شملت ثلاث وثائق تعاون، وكانت هذه الاتفاقية أولى ثمرات زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الصين، بدعوة من رئيسها شي جين بينغ.
زيارة الرئيس الأسد إلى الصين حملت في طياتها بعدين أساسيين، الأول سياسي والثاني اقتصادي، واللافت بهذه الزيارة أن المنفعة بين الجانبين السوري والصيني هي متبادلة وكل طرف بحاجة الآخر، الأمر الذي دفع الخبراء إلى الترجيح بأن تقوم الصين بخطوات جديّة إزاء سوريا لا سيما على الصعيد الاقتصادي.
في هذا السياق نشر الصحفي حسين الأمين مقالاً تحليلاً في صحيفة “الأخبار” اللبنانية بعنوان “الصين تفارق سياسة الحذر: بداية مسار جديد مع سوريا” جاء فيه: “دعوة الرئيس الأسد إلى بكين تشكّل تطوّراً مهمّاً في أداء الصين في المنطقة على مستوى توسيع النفوذ السياسي والاقتصادي، وفي حال تُرجمت عملياً، ستشكّل نقطة تحوّل كبيرة بالنسبة إلى سوريا التي ترزح تحت ضغط العقوبات والحصار الغربي، وتعاني من احتلال أمريكي لا يبدو انسحابه وشيكاً من شرق الفرات”.
ونشرت وكالة “رويترز” مقالاً أشارت خلاله إلى التأثير الذي يمكن أن تلعبه العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا في موضوع التعاون الاقتصادي بين دمشق وبكين، لافتة إلى أن “أي استثمار صيني أو أي استثمار آخر في سوريا يخاطر بتوريط المستثمر في العقوبات الأمريكية بموجب قانون قيصر لعام 2020 الذي يمكن أن يجمد أصول أي شخص يتعامل مع سوريا”، بينما نقلت عن خبير غربي قوله: “يسعى شي جين بينغ في ولايته الثالثة، إلى تحدي الولايات المتحدة علناً” ونوّه في هذا الصدد إلى أهمية الموقع الجغرافي الذي تشغله سوريا بالنسبة للصين، فقال: “تحمل سوريا، أهمية استراتيجية بالنسبة للصين، فهي تقع بين العراق، وهو مورد رئيسي للنفط إلى الصين، وتركيا، وهي نهاية الممرات الاقتصادية الممتدة عبر آسيا إلى أوروبا. كما تقع سوريا على الحدود مع الأردن ولبنان“.
الأمر ذاته أشار إليه مقال نشره موقع “ميدل إيست أون لاين” جاء فيه: “في الاستراتيجية الصينية الخاصة بالمنطقة تمتلك سوريا عناصر الدولة ذات الثقل الجغرافي والاقتصادي، موقعها الجغرافي يجعل منها عقدة الطرق التي تتوسط العراق وفلسطين المحتلة وتركيا كما أنها تملك ساحلاً طويلاً على البحر المتوسط” وأضاف أن “سوريا التي سحقتها الحرب لأسباب سياسية كما توهم الكثيرون ممَن ساهموا في تلك الحرب أو مولوا أطرافها بالسلاح والمال لم يكن ليُلحق بها ذلك الخراب لو كانت دولة عادية غير مفيدة للشركات والقوى العالمية الكبرى”.
يشار إلى أنه عام 2022 تم توقيع مذكرة تفاهم في مقر “هيئة التخطيط والتعاون الدولي” في دمشق مع السفارة الصينية تقضي بانضمام إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي تقع سوريا على أحد أبرز طرقها.