يحافظ الأردن على نشاطه الدبلوماسي في ظل التوتر الذي يشهده الشرق الأوسط بعد اغتيال الكيان الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران.
وفي هذا الصدد، اجتمع العاهل الأردني عبد الله الثاني، مع عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، مشيراً إلى أن “المنطقة ستبقى عرضة لتوسع دائرة الصراع الذي يهدد استقرارها، طالما الحرب على غزة مستمرة، ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب من خلال التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار”، وفق ما نقلته وكالة “بترا” الأردنية.
ولفت عبد الله الثاني، إلى أن بلاده لن تكون ساحة حرب، مشدداً على “ضرورة بذل أقصى الجهود لخفض التصعيد في المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة، تجنباً للانزلاق نحو حرب إقليمية”.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، أمس الأحد، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، أن بلاده أبلغت بشكل صريح الإيرانيين أن أجواءها لن تكون مفتوحة أمام الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي ستستهدف الكيان الإسرائيلي.
وفي 4 آب الجاري، وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى طهران والتقى القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وبحث معهما التطورات التي تشهدها المنطقة، وشدد الجانب الإيراني على أن اغتيال الكيان الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، لن يمر من دون رد.
وبعد يوم واحد من زيارة الصفدي، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، اتصالاً هاتفياً مع الملك عبد الله الثاني، وأكد بايدن في الاتصال الهاتفي دعم الولايات المتحدة للأردن بوصفه شريكاً وحليفاً في دعم الأمن الإقليمي.
ويترافق النشاط الدبلوماسي الأردني مع استمرار الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، استعداداً للهجوم الإيراني المرتقب، والذي سيكون رداً على اغتيال هنية في إيران، إذ أفاد البنتاغون أمس الأحد بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمر بتسريع وصول حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” إلى الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن مصادر لم يكشف عن هويتها قولها: “إن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن إيران قد تهاجم إسرائيل خلال أيام”.
يشار إلى أنه في 13 نيسان 2024 شنت إيران هجوماً بمئات المسيرات والصواريخ على الكيان الإسرائيلي، رداً على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وكانت الأردن من الدول التي شاركت في التصدي للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي، إذ أكدت حينها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية والأردنية، أدت دوراً مهماً بشكل خاص في التصدي للمسيرات الإيرانية”، مشيرة إلى أنه “على الرغم من الغضب الشعبي إزاء مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين خلال الحرب في غزة، ساعد الأردن وشركاء آخرون إسرائيل في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية”.