خاص || أثر برس المشهد اليوم في ساحة السمك بمدينة بانياس يغصّ بصناديق السمك التي افترشت الأرض أمام المحال وحملت مختلف أصناف السمك، مع محافظة سمك البلميدا والسكمبري على صدارة الكميات المصطادة باعتبار أنها تتكاثر في هذه الفترة من السنة، ومن الطبيعي أن تخرج بكثرة في “غلة” الصيادين.
بموجب قانون العرض والطلب الذي يحكم سوق السمك، فإن كثرة العرض اليوم دفعت بأسعار السمك لتسجل انخفاضاً ملحوظاً، جذب المواطنين إلى السوق مدفوعين برغبة جامحة لإغناء مائدة طعامهم بوجبة سمك، في ظل الغياب القسري للحوم الأخرى من جهة، ولاستغلال رخص سعر السمك في هذه الفترة من جهة أخرى.
في جولة لـ “أثر” على سوق السمك ببانياس، أنواع مختلفة من الأسماك تفترش الساحة، وحركة البيع على أشدها، والأسعار باتت مناسبة لذوي الدخل المحدود الذين يقبلون على شراء البلميدا والسكمبري، بوصفها الأنواع الشعبية التي تحاكي جيوبهم القابضة على ما تبقى من ميزانية يجب أن تصمد حتى نهاية الشهر.
بابتسامة عريضة يقبض الطفل الصغير على يد والده الذي يراقبه وهو يستعلم عن سعر سمك البلميدا، وينقل على عجل عينيه بينهما ثم يستريح بهما مطمئناً أن السمكة باتت في الكيس الذي سيحمله إلى المنزل، ويقول لـ “أثر”: “سنأكل اليوم السمك”، ليكمل والده: “كل فترة أشتري السمك لعائلتي، خاصة عندما تكون الأسعار مناسبة ولا تشكل عبئاً على الميزانية الشهرية التي بالكاد نتدبرها حتى تكفي حاجاتنا المعيشية في ظل غلاء جميع المواد والسلع”.
وأشار إلى أنه اشترى سمكة بلميدا بوزن 3 كغ بسعر 10 آلاف ل.س، مضيفاً: “سعادة كبيرة أن تستطيع شراء سمكة بهذا الحجم وبهذا السعر”، مدللاً بأن تكاليف أي طبخة من الخضار مع مستلزماتها تعادل 10 آلاف ل.س.
بدورها، قالت أم سامي: “أتمنى دائماً أن يكون الصيد وفيراً، حتى ترخص أسعار الأسماك ويصبح بإمكان المواطنين شراء السمك، لأن معدتنا فحّمت من أكل الخضرة”.
من جهته، عزا الصياد أبو حسن السبب وراء كثرة عرض الأسماك المختلفة بأنواعها وأحجامها، إلى الطقس، شارحاً: “العتمة السائدة ليلاً هذه الفترة والتي ستمتد قرابة 10-15 يوماً، إذا لم يحدث “نو” أو تقلّبات في الحالة الجوية، تساهم بصيد جميع أنواع السمك بكميات وفيرة ما يؤدي إلى انخفاض أسعارها في السوق المحكوم بقانون العرض والطلب”.
وأشار إلى أنه تم اصطياد أنواع مختلفة من البلميدا، السكمبري، مليفا، طريخون، جراوي، وبكميات كبيرة، ما أدى إلى انخفاض سعرها في السوق.
بدوره، أكد فراس رحمون (صاحب مسمكة) في سوق السمك ببانياس: “اليوم كان بيع السمك “مشايلة” في السوق نظراً لكثرة العرض، والتي شملت أنواعاً كثيرة بدءاً من البلميدا والسكمبري التي وجدت بكميات كبيرة، بالإضافة للطريخون، مليفا، جراوي..”.
وبين رحمون أنه تم بيع سمكة البلميدا العريضة الأصلية مشايلة بسعر 10 آلاف ل.س والتي يتراوح وزنها بين كيلو ونصف و3 كغ، كما تم بيع 3 كغ سكمبري بـ10 آلاف ل.س.
كما شهدت الأنواع الأخرى انخفاضاً ملحوظاً، حسب رحمون، فقد بيع كيلو سمك الطريخون اليوم بسعر 20 ألف ل.س فيما كان يباع الأسبوع الماضي بسعر 40 ألف ل.س، كما بيع سمك المليفا اليوم بسعر 18 ألف ل.س فيما كان يباع بسعر 40 ألف ل.س.
كما أوضح رحمون أن حركة البيع ممتازة، حيث أكد أن السوق الذي كان يغص صباحاً بأنواع مختلفة من الأسماك يوشك على إغلاق محاله بعد بيع “الغلة”.
طرطوس- صفاء علي