خاص|| أثر برس وصل أمس السبت، وزير الخارجية فيصل المقداد، في زيارة هي الأولى منذ بداية الحرب على سوريا، وبعد نحو شهر من زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى دمشق.
ووفق التسريبات التي نشرتها بعض التقارير الصحفية، فإن الزيارة التي تخللها لقاء مغلق بين المقداد وشكري، تمهّد لخطوات إيجابية متعددة، منها لقاء الرئيس بشار الأسد بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية وغيرها.
وبصورة عامة فإن هذه الزيارة تندرج ضمن إطار التقارب العربي- السوري، وتغيّر سياسات الدول العربية إزاء سوريا، وفي هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، في حديث لـ”أثر”: “زيارة فيصل المقداد إلى القاهرة زيارة مهمة لأنها تستكمل الخطوات التي قامت بها كل من مصر وسوريا في الفترة الأخيرة، بعد الاتصال الذي أجراه الرئيس السيسي بالرئيس الأسد وزيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى دمشق”.
وحول سبب بروز الحضور المصري مؤخراً في الساحة السورية، وما يمكن تحقق مصر من هذا الحضور، يشير الدكتور فهمي، إلى أن “المصريين سيستفيدوا من العلاقة مع سوريا في عدة أمور، أبرزها هو أن التقارب المصري- السوري، يمنح القاهرة فرصة للدخول في مقاربات سياسية مدعومة من روسيا، إضافة إلى أن القاهرة تسعى للعب دور مركزي في قضايا الإقليم ومنها الملف السوري واليمني وانخراطها بالملف الليبي بصورة كبيرة”.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة إلى أن عودة مصر للعب دور في سوريا أمر مهم ويحظى بدعم الطرفين، لافتاً إلى أن “انفتاح مصر على تركيا يعطي مساحة لمصر للعب دور في الشأن السوري ويساهم في إعادة العلاقات السورية- التركية”.
وفي هذا السياق، لفت الباحث السياسي الدكتور أسامة دنورة، في حديث لـ”أثر” إلى أن القاهرة لها دوراً مفتاحياً في إطار عودة العلاقات العربية- السورية ويعتبر التواصل المباشر مع القاهرة هو المدخل المناسب لعودة العلاقات السورية مع جميع الأطراف” مشيراً إلى أن “صدى ما يحدث في القاهرة يسمع في الخليج العربي ويسمع في المغرب العربي ويكاد أن يكون هناك انتقال إلى مستوى جديد من عودة العلاقات الطبيعية لسوريا مع الدول العربية”.
فيما تواجَه هذه العودة المصرية والعربية عموماً إلى سوريا، برفض أمريكي كبير من شأنه أن يخلق بعض التوترات، وفي هذا السياق لفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، إلى أن “الجانب الأمريكي لديه تحفظات على مجمل الحركة العربية وليست المصرية فقط تجاه سوريا، وبالتالي أعتقد أنه سيكون هناك بعض المشاحنات في هذا الإطار ولكن أعتقد أن مصر اليوم ستغير بعد المعادلات، فهي تنفتح على تركيا وتخطط للتعامل في منطقة الشرق المتوسط” مشيراً إلى أنه “على الرغم من التحفظات الأمريكية، لكن بدعم روسي يمكن أن يتم تمهيد الأجواء لتنمية العلاقات بين سوريا ومصر”.
يشار إلى أن العلاقات بين سوريا ومصر لم تنقطع طيلة فترة الحرب، ولم تُغلق سفارات البلدين، إلّا أن القاهرة اتخذت موقفاً أقرب إلى الحياد من الحرب في سوريا، لتعود الاتصالات واللقاءات الرسمية بين الجانبين عام 2021 عندما التقى وزيرا الخارجية السوري والمصري على هامش قمة أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها 76 في نيويورك.
زهراء سرحان