خاص|| أثر برس يُصادف اليوم الثلاثاء 19 من تشرين الثاني، العيد الوطني لسلطنة عُمان، التي يُجمع السياسيون على اختلاف آرائهم وتوجّهاتهم على نجاحها في اتباع استراتيجية حافظت على علاقاتها الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسط منذ وصول السلطان الراحل قابوس بن سعيد إلى الحكم عام 1970، وخلال مدة حكم السلطان هيثم بن طارق، إذ لم تقطع مسقط علاقاتها الدبلوماسية مع أي بلد في العالم.
ومنذ الحرب في سوريا عام 2011، لم تشهد دمشق أي موقف عدائي اتجاهها من مسقط، فإن سلطنة عُمان حرصت طوال المدة الفائتة على اتخاذ موقف الحياد، واتباع سياسة عدم التدخل بالشؤون الداخلية لأي دولة، وفي سبيل ذلك أبقت مسقط سفارتها مفتوحة في دمشق، وأرسلت وزير خارجتها السابق يوسف بن علوي إلى سوريا عام 2015، إذ كان الصراع في السياسة والميدان على أشده.
وكانت الدولة العربية الأولى التي أعادت سفيرها إلى دمشق في تشرين الأول عام 2020، بعدما بدأ يتجه الميدان السوري نحو الهدوء، حتى إن الأوساط السياسية باتت ترى في السلطنة أنها صلة الوصل بين سوريا ودول الخليج.
وأدت سلطنة عُمان دوراً متقدماً في عودة سوريا إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية في 7 أيار 2023، بعد تقريب وجهات النظر بين سوريا وعدد من الدول العربية والخليجية.
كما اقترح مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، في 17 حزيران 2022، و16 تشرين الأول الجاري، نقل اجتماعات اللجنة الدستورية السورية إلى العاصمة العُمانية مسقط، كأحد الخيارات لعقد الاجتماعات، وذلك بعد أن أعلنت موسكو أن جنيف فقدت حيادها وانضمت إلى المعسكر الغربي بقيادة واشنطن.
محطات بارزة في العلاقات بين البلدين
بدأت العلاقات الثنائية بين سوريا وسلطنة عُمان في 5 من كانون الثاني عام 1972، حين أصدر الرئيس الراحل حافظ الأسد المرسوم رقم 50 القاضي بإنشاء علاقات دبلوماسية بين سوريا وسلطنة عُمان.
ولم تنسَ سلطنة عُمان الموقف السوري يوم قوبل طلبها للانضمام إلى جامعة الدول العربية بالرفض حتى من أقرب جيرانها، حينها قال الرئيس الراحل حافظ الأسد في اجتماع القمة العربية، إنّ “العُمانيين عرب قبل أن تكونوا عرباً ومكانهم محجوز تحت قبة الجامعة”.
وتم افتتاح السفارة العُمانية بدمشق، والسفارة السورية في مسقط، في أيار وفي العام نفسه أي في 1988، وعُيّن السفير عبد الله الخروصي أول سفير للسلطنة في دمشق، على حين عُيّن السفير عبد الكريم الصباغ أول سفير سوري في السلطنة.
وعام 2020، تم تعيين السفير تركي بن محمود البوسعيدي سفيراً للسلطنة في دمشق، بينما يمثّل سوريا في سلطنة عُمان حالياً السفير إدريس ميّا.
زيارة الرئيس بشار الأسد السلطنة
في 20 شباط 2023، زار الرئيس بشار الأسد سلطنة عُمان، والتقى السلطان هيثم بن طارق، في أول زيارة عمل خارجية للرئيس الأسد بعد كارثة الزلزال.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “عُمان” الرسمية مقالاً تحليلاً حينها بشأن زيارة الرئيس الأسد، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تحمل دلالات عدة وستكون بداية لمتغيرات عربية جديدة إزاء سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة تعتبر “لحظة عربية فارقة وستتبعها، عودة سوريا إلى محيطها العربي، الذي يقوى بها وتقوى به، ويطوي الجميع صفحات عقد مأساوي من الزمن العربي على كل الأصعدة، وتبدأ سوريا بمشاركة عربية وعالمية مرحلة الإعمار وجمع النسيج السوري تحت راية الدولة السورية”.
وبيّنت الصحيفة العُمانية الرسمية أنّ “تجربة سلطنة عُمان في التعامل مع ما حدث في سوريا خلال السنوات الماضية، كانت نابعة من قراءة عميقة لحقيقة الأحداث ومآلاتها ولذلك بقي الموقف العماني داعماً للدولة السورية وصمودها وصمود مؤسساتها، وهذا موقف ثابت من مواقف السياسة العمانية التي لا تؤمن فيه بمقاطعة أي دولة عربية”.