نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً لبيتر بومونت، كبير مراسلي التنمية الدولية، بعنوان “الأمم المتحدة تحذر من أن اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة”.
ويقول الكاتب إن وكالات الأمم المتحدة حذرت من أن فرص منع عودة المجاعة إلى اليمن تتراجع سريعاً، مع تقييم جديد يظهر أن الملايين قد يواجهون المجاعة في الأشهر المقبلة.
وجاء التحذير في الوقت الذي أظهر فيه تقييم للأمن الغذائي لمنظمة الصحة العالمية أن آلاف الأشخاص ينزلقون إلى المجاعة في اليمن، وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات في النصف الأول من العام المقبل، بينما شهد ملايين آخرون تراجعاً في قدرتهم على الوصول إلى الغذاء.
ووفقاً للأمم المتحدة، يواجه الآن ما يقدر بنحو 16500 شخص “وضعاً كارثياً شبيهاً بالمجاعة”، وقد يرتفع الرقم إلى 47000 شخص بحلول حزيران 2021.
وبحسب التقييم، فإن أكثر من نصف سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة يتعرضون لخطر الانزلاق إلى “مستويات متفاقمة من الجوع” بحلول منتصف عام 2021، وذلك بحسب بيان مشترك صادر عن برنامج الغذاء العالمي واليونيسف ومنظمة الأغذية والزراعة.
ويحذر التقرير من أن أعداد الأشخاص الذين يواجهون المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي، وهي مرحلة الطوارئ، على شفا الزيادة من 3.6 مليون إلى 5 ملايين في النصف الأول من عام 2021، وهو ما سيضع البلاد في مواجهة المجاعة.
ويقول الكاتب إن سنوات الحرب أنهكت اليمن ووضعت دخل الكثير من أهله على المحك.
وقال ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، “اليمن على شفا المجاعة ويجب ألا ندير ظهورنا لملايين الأسر التي هي الآن في حاجة ماسة”.
وفي الأشهر الأخيرة، شهد اليمن انخفاضاً كبيراً في المساعدات الإنسانية حيث لم توف الدول العربية المانحة الرئيسية بالتعهدات السابقة.
وقال التقرير إن “خفض الدعم الإنساني هذا العام، بما في ذلك المساعدات الغذائية، أدى إلى محو مكاسب الأمن الغذائي السابقة وترك الأسر تعاني من فجوات متفاقمة في استهلاك الغذاء”.
وكانت قد كشفت تقارير سابقة للأمم المتحدة بأن الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من 5 سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص.
يشار إلى أن اليمن يعيش أوضاعاً سيئة، إذ أن “التحالف العربي” الذي تنضوي في صفوفه عدد من البلدان العربية وتقوده السـعودية، يشن منذ شهر آذار عام 2015 الفائت، غارات على مناطق متفرقة في اليمن، بذريعة محاربة “الحوثيين”، ما أودى بحياة آلاف اليمنيين جلهم من الأطفال والنساء وسط انتشار مرض الكوليرا والأمراض المعدية والمجاعة نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية.