خاص|| أثر بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء، ارتفعت أسعار ملابس البالة بشكل لافت، إذ باتت تنافس أسعار الجديدة، وذلك نظراً للتكاليف التي يتكبدها التجار لحين وصولها إلى محلهم، بحسب ما أكدوه لـ “أثر”.
وتصف رانيا (موظفة وأم لأربعة أولاد) ارتفاع أسعار الملابس الجديدة بالكارثية وتقول لـ”أثر”: “أحتاج إلى جمعية أقل ما تكون 600 ألف حتى أستطيع أن أشتري للأربعة هذا إذا افترضت أن كل ولد يحتاج إلى 150 ألف ليرة ومن البالة طبعاً، وذلك لأن قدرتي على شراء الألبسة الجديدة شبه مستحيلة فأصغر قطعة ملابس سعرها 150 ألفاً”.
أما أبو نضال الذي اصطحب ابنه معه لشراء جاكيت استعداداً لفصل الشتاء من محلات البالة في منطقة “الشيخ سعد” بالمزة، قال لـ “أثر”: “أقل جاكيت بات بـ350 ألفاً أي أكثر من راتبي بالضعف لذلك اتفقت مع البائع على تسديد ثمنها على ثلاث دفعات وبغير ذلك لا يمكنني أن أشتري له جاكيت فسعرها في الأسواق جديدة بين 500- 600 ألف وهذا ما يفوق قدرتي ويضطرني للاستدانة وأنا غير قادر على ذلك”.
بدوره، (أبو عزو) هكذا يناديه الناس وهو صاحب محل بالة في منطقة الإطفائية ويحتوي على ما هب ودب من ملابس ومعاطف وأحذية وحقائب وكل غرض له ثمنه فمثلاً يتراوح سعر الجاكيت العادي لديه بحسب ما رصدته مراسلة “أثر” بين 150- 175 ألفاً؛ أما الجاكيت ذات الجودة العالية وصل سعره إلى 350 ـ 400 ألف وسعر جاكيت الفرو الذي يصنف ضمن (سوبر كريم) بلغ 600 ألف.
في حين وصل سعر الكنزة الشتوية نوع وسط أو كما يطلق عليها التجار (جودة مقبولة) إلى 100 ألف أما البيجامات فيتراوح سعرها بين 100-200 ألف في حين بلغ سعر بنطال البيجامة المفرد بين 60-75 ألفاً.
من جانبه، صاحب محل بالة آخر تحدث عن سبب ارتفاع أسعار البالة، حيث قال لـ “أثر”: “كنا نستورد الملابس المستعملة (البالة) من العراق؛ ولكن ارتفاع تسعيرة الرسوم التي ندفعها للجمارك جعلتنا نتوجه لاستيرادها من تركيا عن طريق معبر منبج”.
ومنهم أيضاً بحسب قوله من يشتري (البالة) بالكيلو فمثلاً سعر 100 كيلو من الملابس بلغ 150 دولار مهما كانت نوعية الملابس سواء بلوزات- جواكيت- كنزات رجالي- بيجامات- ألبسة أطفال وغير ذلك.
وفي السياق نفسه، قال مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لـ”أثر”: “إن البالة لا تدخل بشكل نظامي إنما عن طريق التهريب وبنفس الوقت هي ليست مسؤولية وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ونحن لا نراقب أسعارها ولا علاقة لنا بها ونحن خارج نطاق هذا الموضوع”.
وكان المصدر اعتبر أن “البالة حتى الآن هي وجهة الفقراء وملاذهم الوحيد في ظل ارتفاع الأسعار”.
يذكر أن أسعار الألبسة الشتوية الجديدة في الأسواق السورية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، ليصل سعر المعطف الشتوي النوعية الجيدة نوعاً ما إلى نصف مليون ل.س، وبحسب ما رصدته مراسلة “أثر” في وقت سابق، تبيّن أن سعر المعطف الشتوي (الصوف) في أسواق دمشق وريفها يبدأ من 250 ألفاً، والكتّان 260 ألفاً، ويزداد بحسب النوع فمثلاً الجاكيت الجلد سعره 540 ألفاً، في حين وصل سعر الكنزة الشتوية (فليس فرو) 230 ألف ل.س، علماً أن الأسعار تختلف من محال إلى آخر وبحسب المنطقة.
دينا عبد