خاص|| أثر مع اقتراب موعد التحضير لموسم عصر البندورة وتخزينها لفصل الشتاء يبحث من الأسر عن نوعية ممتازة من دبس البندورة لشرائها جاهزة فارتفاع أسعارها وعدم وجود مساحات واسعة لنشرها كما في القرى التي تتواجد فيها الأسطح الواسعة منع أغلب الناس من تحضيرها.
أم علي سيدة خمسينية لم تغير عادتها في تحضير (دبس البندورة) كما تطلق عليه مهما ارتفع السعر؛ لأنها تجد في عمل المنزل نظافة وثقة أكبر وأهم شيء بحسب قولها: (إنك بتعرف شو عم تاكل)، وتضيف لـ “أثر”: “في فصل الشتاء حتى لو اضطررنا إلى شرائه جاهز ومعلب فلن يكون بجودة المصنوع في المنزل مع معرفتي المسبقة بتكلفته العالية”.
أما أم فواز، ذكرت أنها تحضر دبس البندورة بكميات كبيرة لأبنائها وبناتها المتزوجات وتشعر بمتعة كبيرة في أثناء تحضيره، وعن كلفته قالت لـ “أثر”: “لا أشعر بها بشكل كبير؛ لأن أبنائي يساعدوني في دفع ثمنها أما لو أني أحضرها لمنزلي فقط فربما سوف أشعر بأن المبلغ كبير”.
وفي السياق ذاته، قال أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة في تصريح لـ “أثر”: “بعد تحسن الطقس من المفترض انخفاض تكاليف إنتاج البندورة الموجودة حالياً؛ فبعد فترة قصيرة تبدأ مرحلة عصر الـبندورة وهذا يعني أن الأسعار يجب أن تنخفض؛ فالسعر المطروح في السوق ليس الحقيقي؛ لأنه مرتفع”.
وبحسب الخبير الاقتصادي حبزة فإن موضوع صناعة دبس البندورة يعتمد على نوع معين منها، وحجم البندورة الموجودة في الأسواق صغيرة؛ لأننا في نهاية الموسم البلاستيكي، مضيفاً: “كما هو معروف الفلاح يبيع الـبندورة بسعر أقل من سعر السوق بكثير وسبب ارتفاع سعرها لحين وصولها إلى الأسواق هو وجود حلقات وساطة (أكثر من حلقة) حتى تصل إلى أسواقنا بسعر 3000 ــ 3500 ل.س للكيلو الواحد؛ فضلاً عن نوعية البندورة التي تأتينا؛ فهي ليست من نوعية (البندورة المائية) التي لا تصلح لدبس البندورة”.
وعرّج خلال حديثه إلى أن معامل الكونسروة تأخذ كميات كبيرة من البندورة التي تطرح في الأسواق، إضافة إلى موضوع التصدير؛ فهناك أنواع من الـبندورة يتم تصديرها إلى الخارج تزامناً مع فترة نضجها فيتم تصدير كمية منها، متابعاً: “اليوم تواجد البندورة في الأسواق قليل يفترض أن تكون الكميات أكثر من ذلك”.
وعن تدخل السورية للتجارة، قال الخبير الاقتصادي عبد الرزاق حبزة لـ “أثر”: “في حال تدخلت السورية للتجارة في مجال تسويق الـبندورة من المزارعين من الممكن أن توفر أجار نقلها من الساحل إلى الداخل؛ وفي حال تم طرح البندورة الحورانية فالأسعار ستنخفض حتماً إذا لم يحدث أي طارئ، لذلك فإن الكثير من الأسر لا تلجأ إلى تحضير دبس الـبندورة منزلياً تحت الحاجة وقلة الموسم السابق وارتفاع أسعاره وعدم وجود تصنيف جيد للـبندورة، أي (وجه الصندوق ممتاز)؛ ولكن أسفله يكون تالف وغير صالح لا للأكل ولا للعصير وهذا يؤثر في سعره”.
ومن الملاحظ بحسب حبزة أن هناك حالات غش لدبس الـبندورة موجودة في الأسواق منها ما يتم خلطها بالجزر واللفت المبروش وصبغات وملح الليمون كي تظهر حموضتها؛ لذلك فإن أغلب الناس عندما يشترون دبس الـبندورة جاهز يتفاجؤون بأنه معفن؛ لأنه مجهول المصدر، إضافة إلى ارتفاع نسبة الرطوبة فيها مما يؤدي إلى فسادها وتعفنها.
وتابع: “فتحضير دبس البندورة يحتاج إلى مساحة مكشوفة وأشعة شمس وكوننا في المدينة فهذا لا يسمح لنا بتحضيرها في المنازل؛ لذلك فإن أغلب الأسر تلجأ إلى غليها على الغاز وهذا يزيد من كلفتها”.
وختم أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة كلامه قائلاً لـ “أثر”: “الشخص بين نارين إما أن يحضر دبس الـبندورة يدوياً ولا يجد نوع البندورة المناسبة للعصير أو يلجأ للأسواق التي فيها نسبة غش بسبب المواد التي تضاف إليها وكمية الملح التي تزيد من وزنها”.
دينا عبد