أثر برس

القاطرات فوق كسب.. انطلاق أول تلفريك في الساحل السوري

by Athr Press G

خاص || أثر برس بعد مرور 40 عاماً على الحلم، أبصر “تلفريك كسب” النور بعد أن نجح الأخوان واهان وجورج بدوريان بجعل الحلم حقيقة وجعل مشروعهما الخاص متاحاً أمام زوار بلدة كسب الواقعة على الحدود السورية- التركية، والتي ما تزال تستعيد عافيتها السياحية لتتصدر من جديد واجهة السياحة الجبلية في الساحل.

على كتفي جبلين أخضرين يتوسطهما وادي لا يقل عنهما سحراً وجمالاً، تحمل قاطرات التلفريك زوارها في رحلة بين السماء والأرض بين خبايا الطبيعة الخلابة لبلدة كسب، الرحلة التي وثقها معظم الزوار بالصور والفيديوهات لتتجاوز مساحة الاحتفاظ بها للذكرى وتصبح مادة للتداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي ويصبح تلفريك كسب “تريند” الموسم الحالي.

ورغم الصعوبات التي واجهها الأخوين بدوريان لم يتوقفا عن التفكير بالخطوات البديلة عن كل عثرة واجهتهما خلال عملية الإنشاء وخاصة من الخبرة الكبيرة التي يمتلكانها باعتبارهما مهندسي محولات كهربائية.

يقول ووهان بدوريان لـ”أثر”: التجربة الأولى للمشروع يجب أن تكون منذ 8 سنوات مضت عندما انتهينا من إنشائه وكنا بصدد تجريبه إلا أن الحرب على سوريا ودخول المجموعات المسلحة على بلدة كسب دمرت المشروع ونهبت كل التجهيزات الخاصة به.

ويضيف بدوريان: استغرقت عملية تجهيز التلفريك 15 عاماً تخللتها صعوبات كثيرة أهمها شراء عقارات تقع ضمن المسار المستقيم الذي سيمر فوقه خط التلفريك، باعتبار أنه من الممنوع المرور من فوق عقارات الغير بدون موافقتهم بالإضافة إلى شراء التجهيزات والمعدات الميكانيكية والكهربائية اللازمة من محركات وكابلات.

تلفريك كسب

وبنبرة حزن وغصة أضاف بدوريان أن عملية التجهيز وإنشاء التلفريك انتهت في 2014 والاستعداد للبدء بالتشغيل التجريبي له إلا أن دخول المجموعات المسلحة دمر الحلم الذي سعينا لتحقيقه طول السنوات الماضية، حيث اضطررنا إلى النزوح من البلدة لمدة 4 أشهر وعند العودة إليها كانت الصدمة الكبيرة عند مشاهدتنا للخراب الذي حلّ بالمشروع بالإضافة إلى سرقة التجهيزات والمعدات الأساسية كالمولدات، محركات، كابلات، كبائن، حيث بلغت الخسارة آنذاك 100 مليون ليرة سورية.

وأردف بدوريان: ما تعرضت له البلدة وتخريب المشروع لم يثنينا عن تحقيق ما نصبوا إليه، عدنا من جديد لإحياء المشروع من نقطة الصفر منذ بضعة أشهر حيث قمنا بشراء التجهيزات والمعدات ونفذنا مشروع التلفريك الذي بات حقيقة.

وعن الصعوبات التي يعاني منها المشروع، أشار بدوريان إلى الانقطاع الطويل في الكهرباء نتيجة الحصار والعقوبات، ما يجعلهم في حاجة دائمة لشراء المازوت وتشغيل المولدات، مشيراً إلى أنه ورغم تلك الصعوبات فإن مشهد الإقبال الكبير من الزوار يترك أثراً جميلاً في نفوسهم بعد كل السنوات التي انتظروها لمشاهدة نجاح المشروع.

وأكد بدوريان أن التلفريك آمن مئة في المئة، فقد تم إجراء تجارب لمدة 10 أيام متواصلة للتأكد من جاهزيته قبل إتاحته للزوار، مبيناً أنه تم إجراء تجارب باختبارات وأوزان مضاعفة، مدللاً بأنه تم وضع 600 كيلو غرام في كل قاطرة رغم أن الوزن المحدد لكل قاطرة 300 كيلوغرام، كما تم إجراء اختبار قطع الكهرباء فجأة عن القاطرات أثناء سيرها على مسارها ومن ثم تشغيل المولدة الكهربائية، مؤكداً أنه تم اجتياز جميع الاختبارات بنجاح.

وتعتبر بلدة كسب الحدودية مع تركيا من أهم وأجمل المصايف في سوريا نظراً لما تتمتع به من طبيعة خلابة ووجودها بين الغابات وارتفاعها عن سطح البحر أكثر من 800 متر.

باسل يوسف – اللاذقية

 

اقرأ أيضاً