خاص || أثر برس “راحت السكرة وإجت الفكرة”.. بهذه العبارة وصف العم محمد رعد عودته إلى مدينة القصير في ريف حمص يوم الأحد الماضي.
يتحدث العم محمد عن عودته إلى منزله ويقول لـ”أثر برس”: “لم أجد المنزل فقد كان ركاماً فوق ركام.. لقد خرجنا من القصير أنا وعائلتي تحت ضغط الفصائل المسلحة واضطررنا للاستقرار في مدينة تدمر قبل أن يدخلها أيضاً تنظيم داعش ونضطر مجدداً للهروب نحو دير عطية في ريف دمشق ونحن الآن نعيش هناك”.
يضيف العم محمد: “لقد عانينا الأمرين منذ خروجنا من القصير عام 2012.. لقد فقدنا جميع ممتلكاتنا في القصير ومن ثم في تدمر والآن نبحث عن العودة إلى مدينتنا إلا أن الأمر يبدو صعباً جداً في ظل الدمار الذي لحق بمنزلنا وأستطيع القول إنني كنت أحلم في العودة إليه إلا أن الحلم شيء والأمر الواقع شيء آخر.. لقد راحت السكرة وإجت الفكرة”.
بدورها تؤكد أم نبيل وهي إحدى العائدات إلى القصير، أنها مستعدة للعيش بين أربعة جدران وبدون سقف أيضاً، فقط لأنه منزلها الذي رعت فيه أبناءها الموجودين خارج البلاد حالياً.
وأردفت أم نبيل كلامها قائلة: “لقد بنينا المنزل أنا وزوجي منذ أكثر من أربعين عاماً ويصعب علي أن أشاهده مدمراً الآن ولكن الأهم أني أعود إليه بعد غياب لأكثر من 7 سنوات”، وتضيف “لقد سكنت مع زوجي وأحد أولادي الثلاثة في حسياء حيث حصل زوجي على عمل في المدينة الصناعية بينما فضّل اثنين من أبنائي الثلاثة السفر للعمل في لبنان وبقي واحد فقط”.
لم تكن القصير خالية من السكان تماماً، فهناك عدد من العائلات رفضت الخروج وبقيت في المدينة على الرغم من المعارك التي جرت فيها ولاسيما الحي الشرقي الأقرب آنذاك إلى نقاط تواجد القوات السورية إلا أن الخدمات الأساسية بقيت شبه معدومة طيلة السنوات الماضية حتى في ظل تزايد أعداد الوافدين إلى القصير، فكان النقص موجوداً في مختلف القطاعات الخدمية الأمر الذي لم يشجع سكان القصير للتفكير في العودة إلا مؤخراً بعد دعوات المحافظة ووعودها بحلول إسعافية تساعد العائدين على البقاء في مدينتهم.
وفي تصريح لـ”أثر برس“، يقول طوني كاسوحة عضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة القصير: إن “مجلس المدينة الحالي يعمل جاهداً على تأمين مختلف الخدمات الأساسية وترميم البنى التحتية لتسهيل عودة الأهالي إلى مدينة القصير إلا أنه لضمان ذلك يجب توفير احتياجات المواطنين المتعلقة بضرورة إزالة الأنقاض والإسراع في تأمين الكهرباء لبعض أحياء وقرى القصير مع زيادة الخدمات بالمراكز الصحية وافتتاح مدارس إضافية وضرورة تسيير خطوط نقل داخلي تربط مدينة حمص بالقصير وريفها بالتزامن مع عودة أعداد كبيرة من الأهالي”، مبيناً أن اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة المشاريع الخدمية والتنموية بمحافظة حمص زارت القصير ووعدت بوضع الحلول المناسبة بأسرع وقت ممكن لإعادة القصير وريفها إلى حياتها الطبيعية مجدداً.
حيدر رزوق – حمص