خاص || أثر برس بات الكيان الصهيوني نادماً على التسرع بإغلاق مشروع حسن الجوار الذي انغمس من خلاله في عمق الأراضي السورية في ريف القنيطرة، وقام بمساندة المسلحين علناً في فترة سيطرتهم على المنطقة قبل سنوات، ذلك لأن العدو الإسرائيلي وبحسب تحليلات مراكز أبحاثه بحاجة إلى “عملاء” في المنطقة خشية تواجد المقاومة ونشاطها على تخوم الجولان.
ومما لا شك فيه أن عودة وتصاعد الهجمات المسلحة لا يتم إلا بتنسيق عالٍ مع العدو الإسرائيلي، لخلق حالة من الفوضى تعيد المنطقة من جديد إلى دائرة النار، الأمر الذي يخلق الذرائع للإسرائيليين للاعتداء على سوريا.
تتعدد الأسباب وتتشابه في بعضها لناحية انتقال حالة التوتر من درعا إلى القنيطرة، ولعل ذلك مرده إلى أمور عدة، أبرزها، مطالبات من قبل المسلحين بمنع دخول الدولة السورية ومؤسساتها إلى مناطق معينة، إضافة لمحاولات هؤلاء المسلحين لمنع الوحدات الشرطية من ممارسة مهامها المتعارف عليها، كإلقاء القبض على اللصوص والملاحقين بقضايا جنائية، كما أن رغبة المسلحين بالإبقاء على حالة الفوضى سبب رئيسي لمحاولة الزج بالقنيطرة، في دائرة النار الموجودة في درعا، خصوصاً وأن التنظيمات المسلحة الأم كان لها سطوة كبيرة على مجموعات القنيطرة المحلية قبل أكثر من عامين، وبالتالي ربما سيؤثر هؤلاء بقراراتهم للسطوة مجدداً على بقايا المسلحين الذين ينفذون هذه الاغتيالات في الجنوب بشكل عام.
البلدات التي تعرضت لهجمات من قبل مسلحين مجهولين في ريف القنيطرة، تشهد هدوءاً بشكل عام، بعد حادثة رويحينة التي أدت لاستشهاد 3 عسكريين، في وقت أفادت مصادر ميدانية خاصة لـ”أثر” بأن استنفاراً وتعزيزات عسكرية انتشرت في مناطق متفرقة من ريفي القنيطرة الأوسط والجنوبي، خصوصاً تلك التي تعرضت لهجمات، وذلك للحد منها ومنع انتقال المحافظة إلى سيناريو مشابه لما يجري في درعا، حسب تعبيره.
ومن الناحية الإيديولوجية فإن المسلحين المهاجمين ينتمون لتنظيمات متطرفة، ممن يرفضون التسوية والعودة للحياة الطبيعية، ونفذوا عمليات اغتيالٍ بحق مسلحين سابقين قاموا بتسوية أوضاعهم صيف 2018 وتعاونوا مع الدولة السورية لتثبيت المصالحة وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
يذكر أنه منذ سيطرة الجيش السوري على كامل المحافظة صيف 2018؛ بلغت حصيلة الهجمات التي نفذها مسلحون مجهولون 19 هجوماً، كان أولها اغتيال أحد عناصر الشرطة العسكرية في خان أرنبة نهاية 2019، والحصيلة الإجمالية للضحايا: 23 شهيداً و17 جريحاً.