وسط التصعيد الذي شهدته مؤخراً منطقة الشرق السوري، نتيجة التحركات العسكرية الأمريكية، قدّم الكونغرس الأمريكي تقريراً انتقد فيه أداء القوات التابعة له في كل من سوريا والعراق.
وفي هذا السياق، نشر الكونغرس الأمريكي في مطلع آب الجاري تقريراً أكد فيه أن القوات التي دربتها الولايات المتحدة في العراق: “لم تحقق مكاسب ملحوظة في مجال القدرة على محاربة تنظيم الدولة”، ومن بين هذه الجهود العملية التي عرفت بعملية “العزم الصلب”.
وأضاف تقرير الكونغرس أنه “في هذه الأثناء، أصبحت القوات التابعة للولايات المتحدة في سوريا تحصل على رشى وانصرفت عن مهمة محاربة تنظيم الدولة بسبب الهجمات التركية”.
التقرير الأمريكي جاء بعد توتر بين “قسد” والقوات الأمريكية:
جاء التقرير الأمريكي بالتزامن مع الحديث عن توترات بين “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” المدعومة أمريكياً والقوات الأمريكية، وذلك نتيجة رفض الأخيرة التدخل لوقف الاستهدافات التركية لـ”قسد”، إذ أكد سابقاً الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، أن التحالف الدولي بلَّغ “الإدارة الذاتية” بعدم إمكانية إجراء أي شيء لوقف الهجمات التركية، مضيفاً أن “صمتهم ليس أمراً جديداً، ولا نعرف ما يجري خلف الأبواب المغلقة”.
وسبق أن أكدت “قسد” أن الدعم الذي تقدمه واشنطن لهم غير كافٍ، ففي كانون الثاني 2023 قال القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، في تصريح صحافي: “إن المساعدات التي تقدمها واشنطن إلى قسد محدودة بالأسلحة الفردية الخفيفة”، مطالباً الأمريكيين بأن “يتعاملوا مع الإدارة الذاتية سياسيّاً وليس أمنياً فقط في شمال شرقي سوريا”.
ولم يكتفِ عبدي بالحديث عن شُح الدعم الأمريكي لهم، ففي كانون الأول 2022 أكد القائد العام لـ”قسد” في تصريح صحافي أن “إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب خانت حلفاءها في قسد بعدم وقوفها ضد التوغل التركي في نهاية 2019″، مشيراً إلى أن “قسد” دائماً قلقة من تعرّضها للخيانة، إذ قال: “نحن دائماً قلقون، ولكن نأمل بأن تفي الإدارة الأمريكية الجديدة بوعودها وبالتزاماتها وأن لا تسمح لتركيا بتنفيذ أي عملية”.
ومن جهة أخرى ترتبط التوترات بين القوات الأمريكية وحلفائها شرقي سوريا، بالأنباء التي تحدثت عن رفض “قسد” طلباً أمريكياً يتعلق بمشاركتها بعمل عسكري ضد الجيش السوري، ففي 15 آب الجاري أكد مدير المركز الإعلامي في “قسد” فرهاد الشامي، في تصريح صحافي مع قناة “اليوم” أن “قسد” لن تنخرط بأي عمل عسكري ضد الجيش السوري وحلفائه.
تحركات أمريكية:
بالتزامن مع هذه التوترات تستمر الولايات المتحدة الأمريكية بالتشديد على أنها لن تنسحب في المدى المنظور من الأراضي السورية، وسط تأكيدات على وجود خطط أمريكية جديدة، لتخفيف اعتماد “الوحدات الكردية” إذ تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن مخططات أمريكية لتشكيل قوة عسكرية جديدة يكون قوامها مقاتلين عرب من شبان قبائل الجزيرة السورية، وفي هذا السياق، أوضح شيخ قبيلة “البكارة نواف راغب البشير، في حديث لـ”أثر” أن الولايات المتحدة الأمريكية أجرت عملية دراسة لمدى القبول بوجود قوى عسكرية من خارج دير الزور، مثل “الأسايش”، و”PKK” و “الصناديد” التابعين لقبيلة شمّر، مشيراً إلى أن الأعداد التي خُطط لها تصل إلى 6 آلاف عنصر من تلك القوى، على حين أن العدد الذي تم تجميعه لايتجاوز الـ1200، إذ رفض قادة “الصناديد” دخول دير الزور، بسبب الخلافات السابقة بين قبيلة “شمر” وقبائل دير الزور مثل “البكارة والعكيدات”.