أرسل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي “الكونغرس” رسالة إلى المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن السوري جيمس جيفري، على خلفية الاتهامات الموجهة لتركيا المتعلقة باستخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين شمالي شرق سورية.
وأكدت قناة “روسيا اليوم” أن الرسالة تم إرسالها برئاسة العضو في الكونغرس إلهان عمر، التي أشارت إلى ما أورده مراقبون ومنظمات دولية من أنباء حول استخدام القوات التركية للفوسفور الأبيض خلال عمليتها ضد المقاتلين الأكراد في شمال سورية في 16 تشرين الأول الفائت، مشددة على أنه هذه الممارسات التركية تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وأفادت الرسالة بأن “الفوسفور الأبيض قد يستعمل لأغراض عسكرية مسموح بها بموجب القانون المحلي والدولي، غير أن التقارير الصادرة عن منظمات وشخصيات، مثل الهلال الأحمر الكردي، تصر على أن القوات التركية استخدمت هذه المادة في ذلك اليوم كسلاح حارق ضد مدنيين، ما قد يصل إلى مستوى جريمة حرب”.
وانتقدت الرسالة منظمة “حظر الأسلحة الكيميائية” التي رفضت التحقيق في الموضوع واكتفت بالإعلان أنها “تتابع الوضع”، مشيرة إلى أن المنظمة تلقت من تركيا بعد يوم من الهجوم المزعوم منحة بمبلغ 30 ألف يورو.
وطالبت الرسالة المبعوث الخاص جيفري بعقد إحاطة مفصلة قد تكون مغلقة إذا اقتضى الأمر، لإبلاغ الكونغرس بما يتوفر لدى الولايات المتحدة من معلومات عن الهجوم المزعوم، داعية وزارة الخارجية الأمريكية إلى إجراء تحقيق شامل ونزيه ومتعدد الأطراف في الموضوع.
وحذرت الرسالة من أن العينات التي تم جمعها من بعض المدنيين الذين تعرضوا لهجمات بالفوسفور الأبيض لا تزال موجودة في أربيل العراقية، غير أنها متأثرة بعامل الوقت، ومن المهم فحصها على وجه السرعة ليحصل المجتمع الدولي والولايات المتحدة على أدلة في الموضوع.
كما تم توقيع الرسالة، من قبل إلهان عمر، بالإضافة إلى الأعضاء في الكونغرس كارين باس وخوان فارغاس وشيلا جاكسون لي.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر طبية في الحسكة بأن طيران الاحتلال التركي وخلال قصفه العشوائي لمدينة رأس العين، استخدم في أربع ضربات جوية على الأقل مادة الفوسفور الأبيض، وأكدت المصادر المتواجدة في أكثر من نقطة طبية في مناطق الحسكة – القامشلي – الدرباسية، أن طبيعة الحروق التي تعرضها لها مدنيون أصيبوا خلال عمليات القصف التركي على “رأس العين”، تُثبت استخدام طيران الاحتلال مواد محرمة دولياً مثل الفوسفور الأبيض، ما قد يتسبب بتشوهات دائمة في أجساد الضحايا، في حين أكدت صحيفة “التايمز” البريطانية أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رفضت التحقيق بما يتعلق باعتداء القوات التركية بالأسلحة الكيميائية على المدنيين شمالي شرق سورية، على ضوء رفض حلف “الناتو” فتح هذه الملفات.