بالتزامن مع ترجيحات احتمالية انتقال المباحثات التي تجري بين أنقرة ودمشق من الجانب الأمني إلى السياسي، كشف مسؤول سوري معارض عن تقدّم تركيا بمقترح لعقد مفاوضات سياسية بين المعارضة والحكومة السورية في العاصمة التركية أنقرة.
وأكد المسؤول في المعارضة السوريّة، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث إلى صحيفة “القدس العربي” اللندنية، أن “تركيا اقترحت عقد لقاءات على نطاق ضيق، دون أن يُفصح أكثر عن رد المعارضة على المقترح التركي”.
ويأتي ذلك بعد أن أفادت وكالة “سبوتنيك” الروسيّة، الأسبوع الماضي، بأن الاستخبارات التركية أبلغت أعضاء “الائتلاف” المعارض بضرورة مغادرة الأراضي التركية قبل نهاية العام الجاري، وتبع ذلك نفي رئيس “الائتلاف” صحة الأخبار المتداولة، وفي هذا السياق سبق أن أشار المختص بالشأن التركي أحمد الإبراهيم لـ “أثر”، إلى أنه “من المرجّح أن تكون الحكومة التركية قد سرّبت إلى الوكالة الروسيّة هذه المعلومة، وذلك بقصد الضغط على المعارضة السوريّة بشكل غير مباشر، في محاولة جس النبض”.
وسبق أن رجحت صحيفة “الوطن” المحليّة، الأمس الثلاثاء، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية موجودة في أنقرة، انتهاء المفاوضات الأمنية الجارية راهناً بين الاستخبارات السورية والتركية حول ملف التقارب بين دمشق وأنقرة، مؤكدةً أن “المفاوضات ستنتقل إلى الشق السياسي في موعد ليس ببعيد من الآن”.
وأضافت أن “الحوار على الصعيد الدبلوماسي مع دمشق يبدأ الشهر القادم على أن يتوج بلقاء بين وزيري خارجية البلدين في الشهر الذي يليه، أو قبل نهاية العام الجاري، كحد أقصى، في حال تم إحراز تقدم في عدد الملفات التي يتم التباحث حولها وفي مقدمتها جدول انسحاب واضح من الجانب التركي من الأراضي السورية.”
وتابعت أنه “ربما لن يمر وقت طويل قبل لقاء وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد بنظيره التركي مولود جاووش أوغلو، ولو بروتوكولياً في المرحلة الحالية”، مشيرةً إلى أن “ذلك قد يحصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين في نيويورك، والتي بدأت أعمالها في 13 من شهر أيلول الجاري وتستمر حتى 27 منه”.
وفي الأثناء، ذكرت وسائل إعلامية معارضة، بأن فصيل “السلطان مراد”، التابع لـ “الجيش الوطني”، المدعوم من أنقرة، قد سمح بعبور شاحنتين تحملان مادة البرغل عن طريق معبر “أبو الزندين”، الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة والحكومة السوريّة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك للمرة الأولى بعد سنوات من إغلاق المعبر.
ورجّحت أن الافتتاح “الجزئي” له أهداف سياسية وتجارية، نتيجة التقارب التركي مع سوريا.
وكان وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قد رحّب باستعداد الرئيس التركي لبحث عقد لقاء مع الرئيس بشار الأسد، مضيفاً أن “موسكو تدعم فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسوريا.. نحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر”، بحسب مانقلته قناة “روسيا اليوم”.
أثر برس