زعم علماء بريطانيون أن التشاؤم قد يساعد الناس على تحقيق أهدافهم والتقدم في حياتهم بشكل أفضل من التفاؤل كما جرت العادة.
إذ أوضح فوشيا سيرويس، الباحث في علم النفس الصحي في جامعة شيفيلد، أن نوعاً محدداً من التشاؤم يدعى “التشاؤم الدفاعي”، ينقل التفكير السلبي إلى مستوى جديد كلياً، ويسخره في الواقع كوسيلة لتحقيق الأهداف.
وأظهرت أحدث الأبحاث أن طريقة تفكير الناس الذين يميلون إلى رؤية نصف الكوب الفارغ بدلاً من النصف الممتلئ، لا يمكن أن تساعد فقط في النجاح ولكن أيضاَ في جلب بعض المكافآت غير المتوقعة إلى حد ما، مبينةً أن “التشاؤم الدفاعي” هو استراتيجية يستخدمها البعض لمساعدتهم على إدارة قلقهم، وهو ما قد يجعلهم يغيرون من مسارهم لتحقيق أهدافهم.
ويكمن العامل الحاسم في “التشاؤم الدفاعي”، في وضع توقعات منخفضة لنتائج خطة أو لوضع معين، مثل توقع أنك لن تحصل على الوظيفة بعد إجراء مقابلة عمل، ثم عمل تصور لتفاصيل كل شيء سار بشكل خاطئ، من أجل تحويل هذه السيناريوهات بالغة السوء إلى واقع، وهذا يمنح “المتشائم الدفاعي” خطة عمل، لضمان أن أي حوادث سيئة متخيلة لن تحدث في الواقع، مثل أن يتدرب لمقابلة العمل، والوصول إلى الموعد في وقت مبكر.
وأشار سيرويس إلى أن التشاؤم يمكن أن يكون أكثر فائدة من التفاؤل، في المواقف التي تنتظر فيها أخباراً عن نتيجة، مثل انتظار نتائج مقابلة عمل، فعندما تكون النتيجة سيئة، تكون هذه صدمة كبيرة للمتفائلين، عكس المتشائمين بطبعهم.
وبينت الأبحاث أن “التشاؤم الدفاعي” قد يلعب دوراً في تحسين الصحة، وذلك بأخذ احتياطات وقائية، في حال الشعور بأي أعراض مبدئية للمرض، مثل غسل اليدين وتناول أدوية.