أثر برس

المحترفون في الدوري السوري لكرة القدم.. نعمة للأندية الغنيّة ونقمة على الفقيرة

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

تباينت آراء وردود أفعال الكوادر التي استطلع “أثر برس” آراءهم في الوسط الكروي على قرار اتحاد الكرة بخصوص السماح للأندية الممتازة بالاحتراف مع لاعبَين أجنبيين اثنين من دون مركز الحراسة الذي لم يتم السماح بالمساس بقدسيته وتم تركه للحراس المحليين، ما بين مؤيد ومعارض له  فالمؤيدون وجدوا أنه يعود بالفائدة الفنية على الكرة السورية ويرفع من مستوى اللاعبين المحليين ويجعل التنافس أقوى فيما وجد المعارضون للقرار أنه سيجعل الفوارق الفنية كبيرة بين الأندية الغنية التي تستطيع ضم الأجانب والأندية الفقيرة التي لا تستطيع تأمين رواتب للاعبيها المحليين.

 

عمار الشمالي: قرار غير صحيح

المدرب عمار الشمالي الذي درب الوثبة في الموسم الماضي قال إن توقيت القرار غير صحيح وغير مشجع لأن الأندية السورية بشكل عام فقيرة مادياً ولا تملك السيولة الكافية لدفع مستحقات اللاعبين المحليين، فما بالكم بالمحترفين الذين سيقبضون بالعملة الصعبة، ولو أخذنا على سبيل المثال اللاعب البرازيلي جاجا الذي لعب منذ حوالي العشر سنوات في الوثبة كان يقبض حينها حوالي عشرة آلاف دولار ولو حسبناها على السعر الحالي سنجد أن الأندية عاجزة عن دفع ذلك ولن تستطيع توفير 40 مليون ليرة راتب فقط للاعب المحترف، لذلك كما ذكرت هو قرار خاطئ.

 

أحمد رجوب: القرار ذو وجهين

أما المدرب أحمد رجوب فقد وجد في القرار شقين إيجابي وسلبي فمن الناحية الإيجابية سيعمل اللاعب المحترف إذا كان بمستوى جيد فعلاً على تحسين وتطوير العقلية الاحترافية للاعبنا كما سيستفيد منه اللاعبون الصغار، أما من الناحية السلبية فإنه سيشكل عبئاً مالياً كبيراً على الأندية والطامة الكبرى إن كان محترفاً بالاسم فقط.

وطلب الرجوب أن يتم تحديد شروط للاعب المحترف كالعمر مثلاً وأن يكون لاعب درجة أولى في دوري بلاده وأن يكون قد لعب للمنتخب الوطني للدولة القادم منها، وطلب أيضاً أن يتكفل اتحاد الكرة بدفع نفقات لاعب واحد من اللاعبين الاثنين دعماً للأندية.

 

هشام شربيني: قرار مفيد

وقال المدرب هشام شربيني أنه قرار مفيد لأن الأندية ستبحث عن مواصفات جيدة غير متوفرة في لاعبنا المحلي وهي خطوة جيدة أيضاً لاستعادة الألق والضوء، وعلى الأندية أن تحسن الاختيار لتحقيق الفائدة أما إن لم يحدث ذلك وكان اللاعب محترفاً بالاسم فستزداد الأعباء المادية وسيكون كمن يدق المسمار الأخير في نعش الدوري.

ومن ناحية ثانية القرار سيكون في مصلحة الأندية الغنية التي تستطيع التعاقد مع اللاعبين وهذا الأمر سيجعلها في موقف أقوى من الأندية الفقيرة.

وأكد أنه في نهاية الأمر قرار جيد لو كان وضع الأندية مستقر مادياً وتمنى ألا تكون الصفقات تعود بالفائدة للسماسرة على حساب الأندية.

 

حمدي قواف: الاستقرار المادي للأندية أولاً

حمدي قواف من كوادر نادي أهلي حلب أكد أنه موضوع كبير وله فوائد ومساوئ، فلو نظرنا إلى دوري السلة عندما دخل اللاعب المحترف إلى مرحلة البلاي أوف كيف تطور وعاد بالفائدة على الأندية وأصبحت اللعبة ذات جماهيرية أكثر ولكن في السلة الأمر مختلف لأن فريق السلة مكون من خمسة لاعبين ووجود لاعبين فيه أي حوالي نصف الفريق تقريباً سيعطي دعماً كبيراً لهذا الفريق بعكس كرة القدم، حيث أن وجود لاعبين اثنين فقط في فريق مؤلف من أحد عشر لاعباً لن يضيف أي جديد له خاصة إذا كان الفريق من فرق الوسط وما دون لأن لاعبيه سيكونون في صف والمحترفين في صف آخر ويجب أن يكون لديه أقل ما يمكن خمسة لاعبين محليين بمستوى جيد على الأقل ومع اللاعبين المحترفين يصبح في الفريق سبعة لاعبين جيدين يكونون قادرين على تحسين وضعه لحد ما.

واستغرب من جهة أخرى كيف نسمح بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب وملاعبنا سيئة لدرجة كبيرة ولم يتم إجراء صيانة لها والمسابقات الرسمية على الأبواب.

وقال إن الجمهور سيزداد عدده فقط في الأسابيع الأولى فيما ستنعدم المنافسة لأن الدوري السوري مقسّم لثلاثة مستويات قسم ينافس وآخر في الوسط وثالث يصارع للهروب من الهبوط.

ورأى أن القرار سيأخذ مفعوله بشكل أكبر بعد عدة سنوات عندما تكون الأندية استقرت مادياً بشكل كبير.

 

نقي علوش: قرار متسرع

المدرب نقي علوش من نادي تشرين كان له رأي في الاحتراف فقال أن الاحتراف هو عصب الحياة وخاصة الرياضة لأن الاحتراف ليس معناه استقدام لاعب أجنبي أو عربي فالاحتراف أعم وأشمل من هذا الاحتراف الذي نطبقه لأنه يجب أن يكون كاملاً يشمل كل مفاصل الكرة.

وأضاف مثل هذا القرار يحتاج لاحتراف الأندية بشكل صحيح ويجب أن يكون له معايير محددة فهناك أندية تستطيع التعاقد مع محترفين وأندية لا تستطيع وبالتالي يجب أن تكون الأندية في وضع مادي قريب من بعضها.

وقال إن اللاعب إذا كان غير معروف وليس بمستوى جيد لن يشكّل أي إضافة جيدة وبسبب الوضع المادي لأغلب أنديتنا فإن اللاعب الذي نطمح بوجوده لن يحضر بسبب تكلفته العالية، وبالتالي لن يحضر سوى لاعب الصف الثاني الذي يكون مستوى لاعبنا قريباً من مستواه وهنا لن نحقق الفائدة من هذا القرار وسيأخذ فرصة اللعب مكان اللاعب المحلي بدون أي فائدة ترجى منه.

 

مرهف دحبور: الأجانب يدعمون الدوري

المدرب مرهف دحبور وجد أنه قرار ممتاز ومفيد ويعطي قوة إضافية ورونقاً جميلاً للدوري وسيصبح دورينا محط اهتمام خارج حدودنا ويوفر فرصة احتكاك للاعبنا مع لاعبين من مدارس مختلفة ويبقى العائق المادي هو الأهم في مواجهة تنفيذه ويجب توفير وارد استثماري أو شركات راعية خاصة باللاعبين الأجانب لدفع مستحقاتهم.

 

طلال بدور: الاحتراف يجب أن يكون كاملاً

طلال بدور أمين سر اللجنة الفنية لكرة القدم بطرطوس وحكم سابق قال إن الإيجابية الوحيدة هي حث اللاعب المحلي على التطور والارتقاء بالمستوى الفني عن طريق الاحتكاك مع لاعبين أعلى مستوى منه فنياً.

أما السلبيات فهي عديدة برأيه فإن تستقدم لاعبين محترفين على مستوى عالٍ يتطلب من الأندية مئات الآلاف من الدولارات ومعظم أنديتنا لا تملك ريوع لدفع هذه المبالغ، وإذا دفع متبرع أو داعم مرة فقد لا يدفع مرة أخرى، بالإضافة لشعور اللاعب المحلي بالغبن لأن سقف عقده 40 مليون ليرة وقد لا يكون المحترفون بأعلى مستوى منه وسيتقاضون أضعاف ما يقبضه، والاحتراف أيضاً عملية متكاملة والإدارة الهاوية لن تستطيع قيادة فريق محترف، وقبل أن نبحث عن احتراف اللاعبين يجب تأمين الملاعب والمرافق الصحية وباقي البنى التحتية كي تساعد في ارتقاء المستوى إذ ما نفع اللاعب المحترف، وماذا سيقدم على أرضية ملعب سيئة؟، ناهيكم عن أمور أخرى كالتحكيم مثلاً الذي هو أهم عامل بتطوير الكرة وما يتقاضاه بالكاد يكفي ثمن وجبة طعام ويدفع أجور الإقامة والتنقل من جيبه الخاص.

قبل إقرار استقدام المحترفين يجب تأمين ريوع مادية مناسبة للأندية عن طريق عقود رعاية مع الشركات وتسويق حقوق نقل الدوري والإعلانات وغيرها مما يعود بالفائدة على الأندية.

 

تعقيب:

إذاً القرار سلاح ذو حدين ويبقى المال هو العائق الأكبر بوجه الأندية فمن استطاع منها توفير السيولة اللازمة للتعاقد مع لاعبين محترفين بالمعنى الحقيقي للاحتراف ستكون الرابحة وكلمتها هي العليا في الدوري وتبقى الحسرة عند الأندية الفقيرة التي ستبقى تصارع للبقاء ودورها سيكون دور كومبارس فقط فهل اكتفى اتحاد الكرة بإصدار القرار أم أنه سيبحث عن وسائل لدعم الأندية، لتكون جميعها متساوية تحت سقف الاحتراف.

 

محسن عمران

اقرأ أيضاً