أبدى أهالي دمشق وريفها تخوفهم من الخضار والفواكه القادمة من الغوطة الشرقية، بعدما أكدت مهندسة زراعية (رفضت الكشف عن اسمها)، لجوء المزارعين في المنطقة إلى سقاية مزروعاتهم من مياه الصرف الصحي نظراً لعدم توفر وسائل السقاية التي تؤمن المياه النظيفة.
إلا أن مدير الزراعة في ريف دمشق عرفان زيادة، رد على هذه الاتهامات، بقوله إن بعض الفلاحين يستخدمون أحياناً “مياه مخلوطة” بالصرف الصحي.
وبرر زيادة، خلال حديثه لبرنامج “المختار” الإذاعي، استخدام الفلاحين للمياه الملوثة بسبب تضرر أعداد كبيرة من الآبار التي كان يُعتمد عليها في تأمين وسائل السقاية الغير ملوثة.
وأوضح أن أراضي الغوطة كانت تعتمد على نهري بردى والأعوج وبعض الينابيع الأخرى في ري المزروعات، وعلى استخدام المياه المعالجة قبل تدمير البنى التحتية خلال فترة الحرب.
في حين أكد زيادة وجود عقوبات رادعة للفلاحين قد تصل إلى السجن ودفع غرامة وإحالة إلى القضاء، لمن ثبت استخدامه لمياه الصرف الصحي في سقاية الفواكه والخضراوات.
وأضاف مدير الزراعة في ريف دمشق أن الإمكانيات المادية المطلوبة لإعادة تأهيل أو إنشاء محطات لمعالجة المياه، تعتبر مبالغ مالية ضخمة، لافتاً إلى أن المديرية تعمل على إعداد بعضٍ منها بتمويل من بعض المنظمات كمنظمة الأغذية والزراعة (فاو).
وسبق أن أكدت المهندسة في حديثها أنها اكتشفت أن معظم الخضار والفواكه التي تؤكل نية في أراضي الغوطة الشرقية وتباع في سوق “الهال”، تُسقى بمياه الصرف الصحي، خلال مسح لجميع أراضي الغوطة الشرقية لإحصاء المساحات المزروعة، والحيوانات الموجودة في المزارع.
ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنّ 70% من السكان السوريين لا يحصلون على مياه الشرب “المأمونة” بصورة منتظمة، بسبب دمار البنى الأساسية، وانقطاع المياه بشكل متزايد.
وأكد البرنامج أن ضمان حصول الجميع على مياه الشرب المأمونة وبأسعار مقبولة بحلول عام 2030، يتطلب زيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وتوفير مرافق الصرف الصحي، وتشجيع النظافة الصحية على جميع المستويات.