وسط الحديث عن تطورات تشهدها المحادثات السورية-التركية، أكد عضو هيئة القرار والتنفيذ المركزي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، أورهان ميري أوغلو أن أوساط الحكومة التركية وفي مقدمتها الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، يرحبون بإجراء لقاءات مع الجانب السوري.
وقال ميري أوغلو: ” أوساط الحكومة التركية وفي مقدمتها الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، يرحبون بتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وإجراء لقاءات مع الجانب السوري، ولا يرفضون رفضاً جذرياً هذه الفكرة”، مضيفاً أنّ “الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كانا يريدان حلاً من دون الرئيس بشار الأسد في سوريا، ولكن تبين اليوم أنّ ذلك غير ممكن بسبب تغير الظروف”، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وتعليقاً على اللقاء بين رئيسي جهازي الاستخبارات السوري اللواء علي مملوك، والتركي حيّان فيدان، قال ميري أوغلو: “أعتقد أن فيدان التقى باللواء مملوك من أجل التمهيد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ودمشق، ويمكن اعتبار خطوة فيدان هذه، هي تمهيد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، وهذا أمر طبيعي ولا مفر منه”.
وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “صباح” التركية عن بعض تفاصيل هذه المحادثات، لا سيما الاجتماعات التي عُقدت في دمشق في آب الفائت بين رئيسي جهازي الاستخبارات السوري اللواء علي مملوك، والتركي حيّان فيدان، مؤكدة أنه تم خلال هذه الاجتماعات بحث القضايا ذات الأولوية وهوامش المرونة لدى الطرفين، مشيرة إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للحصول على نتيجة ملموسة من هذه المحادثات.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن الجانب السوري شدد خلال الاجتماعات على شرط الانسحاب التركي الكامل من الأراضي السورية، مشيرة إلى أن الوفد التركي اقترح تقييم هذه المطالب لاحقاً بشرط استكمال العملية الدستورية وإجراء انتخابات حرة وتجديد اتفاقية أضنة بشأن مكافحة “الإرهاب”.
فيما علّق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على شرط الانسحاب التركي الكامل من الأراضي السورية أمس الجمعة بقوله: “انسحاب الجيش التركي يضر بتركيا وسوريا على حد سواء، لأن التنظيمات الإرهابية هي من ستسيطر على المنطقة”، في إشارة إلى “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، مشيراً إلى أنه تناول هذه القضية في لقائه مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بالعاصمة الصربية بلغراد في تشرين الأول 2021، لافتاً إلى أنه أخبر نظيره السوري بضرورة وجود توافق داخل البلاد من أجل السيطرة على هذه المناطق.
أما الجانب التركي، فأكدت صحيفة “صباح” أنه طرح بشكل أساسي ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وطلب من الجانب السوري إلغاء القانون رقم 10 لعام 2018، والذي أصدرته الدولة السورية في الثاني من نيسان عام 2018، ويقضي بجواز إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر في المناطق التي دمرتها الحرب، فإنه ينص على سحب ملكية العقار من المواطن المتواجد خارج البلاد الذي لا يقدم إثباتات الملكية خلال 30 يوماً.
وأكدت تسريبات الصحيفة التركية أنه لن يكون هنالك في المدى المنظور اجتماع على مستوى وزاري أو لقاء بين الرئيس بشار الأسد، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وصرّح أردوغان يوم الخميس الواقع في الخامس عشر من أيلول الجاري، خلال لقائه أعضاء حزب “العدالة والتنمية” إنه كان مستعداً للقاء الرئيس بشار الأسد على هامش قمة شنغهاي لو كان حاضراً في هذه القمة، وذلك بالتزامن مع الكشف عن اجتماعات عدة جمعت رئيسي جهاز الاستخبارات التركية حقّان فيدان والسوري اللواء علي مملوك في دمشق في آب الفائت، تم فيها تقييم إمكانية عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين إلى جانب التمهيد لعقد جلسات على مستويات أعلى، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر تركية وأخرى مقربة من دمشق.