خاص || أثر برس يعاني السوريون وسكان العاصمة بشكل أكبر، من صعوبة ممارسة الطقوس الخاصة بـ”فش الخلق” بحسب ما يصفونها، بسبب ارتفاع أسعار وغياب “المعسل والدخان” عن الأسواق.
فبعد فقدان العديد من أنواع الدخان الأجنبي وارتفاع ثمن المتوافر منها، اختفت من الأسواق أغلب أصناف المعسـل بشكل مفاجئ، وتوافرت بالأسواق أنواع منتهية الصلاحية أو رديفة وبأسعار مرتفعة وصلت إلى حد 6000 ليرة لمعسل نوع “مزايا أو فاخر”.
أحمد، مدخن، يقول لـ”أثر” إنه اعتاد على تدخين الأركيلة منذ سنوات في المنزل لكن اليوم بات الحصول على باكيت “معسل” أمر شبه مستحيل وإن حصل فسعره لا يقل عن 7000 ليرة سورية، بحسب النوع الذي اختاره (نخلة – تفاحتين).
هذا الارتفاع بأسعار المعسل أيضاً لم يحرم المواطن من “فش خلقه” فقط في المنزل، لكون أسعار الأراكيل ارتفعت أيضاً في المقاهي والمطاعم، وبحسب أحد أصحاب المطاعم: “الحصول على المعسل الجيد المطلوب من قبل الزبائن بات صعب، والخلطات لا تعجبهم وهو أمر منطقي، وتحصيل كميات من المعسل المرغوب باتت تكلف كثيراً، عدا عن ارتفاع أسعار الفحم”.
بدوره، أحد بائعي المعسل ومستلزمات الأراكيل، يشرح لـ”أثر”سبب ارتفاع سعر المعسل بالقول: “لم تعد تصل كميات إلى السوق كما السابق بسبب حملات مكافحة التهريب، ومن لديه كمية من المعسل بات يبيعها بسعر مرتفع بعد فقدان المادة من السوق”.
أيضاً، حذر أحد الموزعين، من أن التجار أفرغوا ما في مستودعاتهم من معسل منتهي الصلاحية وضخوه في الأسواق لتصريفه، مستغلين أزمة تأمين الدخان والمعسل.
وكان أحد أصحاب مراكز بيع الجملة والمفرق اتهم الجمارك بأن لها دورا فيما يجري حيث تمنع وصول الأصناف إلى السوق وتطرح أصنافاً تريد تصريفها تكون مصادرة ومخزنة وذلك بدلا من إتلافها وخسارتها ومن ثم يتم رفع أسعار كل الأصناف مرة واحدة، بحسب ما سبق وورد على موقع “صاحبة الجلالة”.
واشتدت أزمة الدخان الأجنبي في سوريا مجدداً مع فقدان أصناف كثيرة من السوق في حادثة غير مبررة حتى الآن ويتكتم عليها الجميع، فبعد أن انقطعت أصناف متداولة بشكل كبير في السوق مثل (اليغانس، 1970، غلواز، ماستر… الخ) نزلت إلى الأسواق أصناف شهيرة بأسعار تراوحت بين 3500 – 4000 مثل الكينت والمالبورو والونستون، ليتوجه إليها معظم المدخنين المضطرين، لتنقطع الأخيرة ثم تعود بأسعار وصفها السوريون بـ”الفلكية”.
وبالنسبة للمطاعم، وحول عدم تقيد بعض أصحاب المطاعم والمقاهي بنشرة الأسعار الصادرة عن الوزارة بيّن معاون وزير السياحة غياث الفراح لصحيفة “الوطن” أن الوزارة تدرس حالياً مع المعنيين باتحاد غرف السياحة إصدار لوحة أسعار جديدة تراعي دخل المواطن وتحقق هامش ربح معقولاً للمستثمر في آن واحد لتفادي المخالفات التي قد تصل إلى الإغلاق أحياناً.
دمشق