وسط التطورات السياسية التي تطرأ على الساحة السورية والعالمية لا سيما في أوكرانيا، والحديث عن ارتباط الملف السوري بملف الأزمة الأوكرانية، أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن هناك تأثيراً لما يجري بخصوص الأزمة الأوكرانية على سوريا، موضحاً موقف بلاده من عدة ملفات مستجدة على الساحة السورية.
حيث أكد المقداد خلال لقاء أجراه أمس مع قناة “روسيا اليوم”: “ما يحدث في أوكرانيا يؤثر على سوريا، فنحن نواجه وضعاً خاصاً في سوريا من خلال الهجمة التي تمارسها الدول الغربية على سوريا والاتحاد الروسي، أحد أهدافها وضع حد لهذا الدعم الروسي لسوريا”.
وحول التقارب العربي من سوريا واحتمال عودتها إلى الجامعة العربية، أكد أن سوريا تعتبر أن العودة المادية إلى الجامعة غير مهمة، لافتاً إلى وجود العديد من إشارات الاستفهام حول عمل الجامعة حيث قال: “هناك ملاحظات كثيرة على عمل الجامعة العربية، فهل وصلت الجامعة مثلاً إلى مستوى التنسيق الذي يشهده الاتحاد الإفريقي؟، يجب أن نضع إشارات استفهام، على الرغم من أن جميع الدول العربية في شمال إفريقيا هي أعضاء في الاتحاد الإفريقي فلماذا هي قادرة على التنسيق فيما بينها في إطار الاتحاد الإفريقي وليست قادرة على التنسيق فيما بينها في الإطار العربي؟، هذه أسئلة مطروحة”، مشيراً إلى تفاؤل بلاده بالانفتاح العربي الذي شهدته مؤخراً حيث قال: “سوريا لا تسأل عن الماضي لسببين، الأول الآن كل الدول العربية تعرضت إلى تحديات حقيقية ولا يمكن سوريا ألا تجد نفسها في موقف إلى جانب الدول العربية، فنحن سنتعامل مع الدول العربية وفق منظومة تسهل التعامل العربي – العربي والقضاء على مخلفات الماضي، والآن نود إعادة بناء مواقفنا العربية من جديد ولن نتعامل مع آثار الماضي لأن في ذلك استطالة لهذه المعركة وهذا ما تريده الدول المعادية، وثانياً: التوترات تضر بنا أيضاً وتتيح المزيد من الوقت لتمرير بعض المؤامرات من قبل بعض الدول بما في ذلك تركيا وأمريكا”، مؤكداً في الوقت ذاته: “يوجد أساس للتضامن العربي بين الدول العربية يعتمد على إنهاء الخلافات وتشجيع التبادل التجاري والاقتصادي والتنسيق العربي المشترك تجاه قضايانا العربية المصيرية”.
وفي إجابة على سؤال حول علاقات بلاده مع السعودية بالتحديد، أعرب المقداد عن تفاؤله بشكل عام قائلاً: “أؤكد أن جميع الدول العربية مسؤولة عن إصلاح ذات البين لأن هذه الأزمة ستطالنا جميعاً، وهناك أسس تقنع أشقائنا في الدول العربية التي اتخذت مواقف معينة من الأزمة السورية بأهمية إعادة الحد الأدنى من التضامن العربي”، منوّهاً إلى دعم سوريا للحوار السعودي – الإيراني، مشيراً إلى أن الوضع لا يمكن أن يستقر في الخليج دون تفاهم عربي – إيراني.
وحول ارتباط العملية السياسية بالعلاقات السورية – الإيرانية ومطالب بعض الجهات بالحد من تطور هذه العلاقات، شدد وزير الخارجية السوري أن العلاقات بين دمشق وطهران متوازنة جداً، لكن الغرب لا يريد للعرب حليفاً قوياً مثل إيران، وأضاف: “من خلال حواراتنا مع المسؤولين الإيرانيين، نتأكد أن الدولة الإيرانية لا ترغب بالتمدد خارج حدودها فهي لديها ثروات ولديها مساحات هائلة وإمكانيات، وأنا لا أدافع هنا عن إيران وإنما أدافع عن علاقات قائمة على التعاون المتبادل والاحترام المتبادل”.
ومن المفترض أن يلتقي اليوم الإثنين وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في إطار زيارته إلى موسكو التي بدأها أمس الأحد.