خاص|| أثر برس ما أن انتهت زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة سريعة، فجر اليوم الإثنين، إلى مدينة جدّة في المملكة العربية السعودية، والتقى فيها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إذ بحث الجانبان آفاق التعاون المشترك وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وقضايا ذات اهتمام مشترك، ثم غادر السيسي والوفد المرافق له، جدة اليوم الإثنين”، بحسب ما نشرته وكالة “واس” السعودية أمس الإثنين.
تأتي أهمية الزيارة التي أجراها الرئيس المصري إلى المملكة السعودية، من جهة التوقيت الذي تمت به، فهي حصلت بعد ساعات من مغادرة وزير الخارجية السوري الذي زار القاهرة في الأول من نيسان الجاري والتقى نظيره المصري سامح شكري، وبحثا حينها جوانب العلاقات الثنائية المختلفة بين البلدين وسبل دفعها وتعزيزها.
بينما كانت وكالة “رويترز” مسبقاً قد نقلت، عن ثلاثة مصادر مطّلعة قولها: “إنّ السعودية تعتزم دعوة الرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية التي تستضيفها الرياض في أيار المقبل، في خطوة من شأنها إنهاء عزلة سوريا الإقليمية رسمياً”.
هل حمل السيسي أي رسائل من دمشق؟
ثمت تساؤلات عدّة عم الزيارة السريعة التي قام بها الرئيس السيسي إلى جدّة، خاصة أنّها تأتي على ما يبدوا في إطارها العام، ضمن سلسلة اللقاءات العربية التي تصب في تعزيز العلاقات السعودية المصرية من جهة، وفي الأزمة السورية من جهة أخرى، خاصة أنّ مصر في الآونة الماضية بدأت تعيد دورها الإقليمي الذي تراجع في السنوات الماضية خاصة بعد أحداث ما يسمى “الربيع العربي”.
ويرجّح الخبراء احتمالية أنّ يكون السيسي إلى جانب الغايات المصرية، أن يكون قد حمل رسائل سوريا إلى المملكة.
وهنا يؤكّد الباحث السياسي وعضو مجلس الشعب السابق مهند الحاج علي أن “زيارة السيسي لا يمكن أن تفسر في هذا التوقيت دون أن يكون فيها رسائل من الرئيس بشار الأسد، إلى ولي العهد السعودي”، مشيراً إلى أنّ هذا يعني أنّ مصر تريد إعادة دورها الإقليمي في المنطقة وهذا ما حصل فعلاً على مستوى الوطن العربي.
وقال الحاج علي في تصريح لـ”أثر”: “بكل سهولة نستطيع أن نربط زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد إلى القاهرة وبعدها مباشرة ذهاب الرئيس السيسي إلى السعودية ولقائه بولي العهد السعودي وهذا يعني أن هناك رسائل متبادلة نتيجة للدور المصري الإيجابي الذي تلعبه على المستوى الإقليمي في تقريب وجهات النظر بين سوريا والسعودية لإزالة أيّ شوائب بين البلدين خاصة بعد التصريحات الإيجابية التي صدرت مسبقاً من مسؤولين سعوديين عدة”.
وحول التوقعات في فحوى الرسالة التي يحتمل أن يكون قد حملها السيسي إلى المملكة، يظن الخبراء أنّها بالتأكيد تتطرق إلى وجهات نظر دمشق في مسار إكمال التطبيع بين البلدين أو ربما تكون هناك قضايا وافقت عليها دمشق تصب في مصلحة الانفتاح العربي تجاهها، وهنا يشير الحاج إلى أنّ بعضهم يتحدث عن أثمان لعودة العلاقات السورية- السعودية، مؤكداً أنّه في الحقيقة لا يوجد شروط سوريا لعودة العلاقات مع أي طرق خارجي سواء السعودية أم تركيا، وإنما هناك مطالب محقة للدولة تضمن احترام سيادتها الإقليمية”.
وأضاف الحاج علي: “لا أظن أنّ السعودية لديها مطالب، خاصة أنّها تتجه نحو منحى مغاير خاصة أنها تسعى إلى التخلص من الفكر الوهابي من جهة، وأنها تحاول فرض الاستقرار على مستوى منطقة الخليج من جهة أخرى، لأن الاستقرار في سوريا هو جزء هام ورئيس من استقرار المنطقة بوصف أنّ السعودية وكغيرها من دول الخليج تشهد إقبالاً كبيراً من المستثمرين خاصة من الصين وغيرها من دول المعسكر الاشتراكي الأخرى، وهذا يتطلب استقراراً أمنياً فعلياً”.
وأردف الحاج علي، “سوريا وإيران تؤديان دوراً هاماً بتقريب وجهات النظر بين المملكة واليمن فهي تطمح إلى استغلال النفوذ السوري الإيراني عند حركة أنصار الله لإنهاء الحرب اليمنية التي أنهكت المملكة وشكلت حالة لا استقرار أمني لديها”.
وفي هذا السياق، بيّنت مسبقاً صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “إيران شجّعت سوريا على إبرام الاتفاق مع السعودية بعد أن وافقت بدورها على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع المملكة عقب توقف دام 7 سنوات”، ووفقاً للصحيفة، فإن مطالب السعودية تهدف إلى “حل قضية المعتقلين السعوديين الذين سبق أن انضموا للمجموعات الجهادية في سوريا”، من دون ذكر تفاصيل إضافية، في حين طلبت دمشق من الرياض المساعدة في قطع التمويل عن الفصائل المسلّحة في سوريا”.