ناقش وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، العديد من الملفات السورية خلال لقاء أجراه على قناة “روسيا اليوم” في ختام زيارته إلى موسكو.
وقال المقداد خلال اللقاء، حول محاولة البعض وضع بعد سياسي لترتيب زيارته إلى طهران أولاً ثم موسكو: “نحن حلفاء في سورية مع إيران، ومع الاتحاد الروسي، وكذلك نشعر أن الأصدقاء الإيرانيين يؤكدون دائماً أن العلاقة مع روسيا الاتحادية يجب أن تكون قوية، لذلك يجب ألا يقرأ أحد خارج السطور الصحيحة”، مشدداً على أن العلاقات السورية-الروسية تتعامل مع كل مرحلة بخصوصياتها.
ورداً على سؤال إن تم خلال زيارته بحث التنسيق العسكري الروسي- الأمريكي حول سورية، قال المقداد: “أعتقد لا يوجد تنسيق عسكري روسي- أمريكي، هناك بعض الخطوات التي تمت بهدف منع الاصطدام وهذا شيء طبيعي” مشيراً إلى عدم وجود أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين سورية والولايات المتحدة، مشدداً على أن واشنطن تحتاج إلى جهد كبير لتحسين صورتها في المنطقة.
وأضاف: “ندعو إلى انسحاب القوات الأمريكية من سورية، وليس إلى أي نوع من التعاون بين القوات العسكرية… وإذا أرادت الإدارة الأمريكية أن تنسحب بشرف وكرامة من سورية، فالطريق مفتوح أمامها والآن، وعليها ألا تتأخر في ذلك، لأن المقاومة الشعبية في الشمال الشرقي موجودة”، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية أمام خيارين إما أن تنسحب وتوقف أدعمها للمجموعات المسلحة، أو أن تواجه مصيراً واجهته في بعض المناطق.
وشدد على أن “المهم ألا نصغي إلى قوانين مثل “قانون قيصر” فعندما ترى الولايات المتحدة أن قوانينها لا يمكن تطبيقها على دول مثل روسيا والصين والدول العربية والإفريقية والآسيوية فإن هذه القوانين تصبح بلا قيمة، والمهم أن تكون هناك مواجهة، لأنه في حال السماح باستمرار تلك القوانين فلن تنجو منها ولو دولة واحدة في العالم”، موضحاً أنه ليس طبيعياً على سبيل المثال أن تمنع البضائع السورية من الوصول إلى أسواق الخليج أو العكس.
وفيما يتعلق بالوجود التركي في سورية قال المقداد: “إن العلاقات بين النظام التركي وكل من إيران والاتحاد الروسي لن تكون على حساب ومصلحة الشعب السوري، وسورية تثق بأن الأصدقاء في موسكو وفي طهران يتحدثون إلى الدولة التركية لوقف انتهاكها للأراضي السورية، وتعاملها مع القوى المتطرفة، ودفعها للانسحاب من كل الأراضي السورية” مبدياً استغرابه من قيام الحكومة التركية بالاستمرار في متابعة مثل هذا النهج بالرغم من معرفتها للمخاطر التي قد تواجهها هي مستقبلاً على حساب مصالح الشعب التركي، وعلى حساب وحدة تركيا وسلامة أراضيها.
وحول ما جرى خلال الأيام الأخيرة في الجولان السوري المحتل، لفت إلى أن أهالي الجولان تمكنوا من مواجهة المشروع الإسرائيلي (المراوح).
وعلّق المقداد على التصريحات الأمريكية المطالبة بخروج إيران من سورية بقوله: “نأمل أن تعالج أمريكا الجوانب المتعلقة بالسياسات الإقليمية بطريقة أكثر عقلانية”، مؤكداً أن هذا الوجود مشروع وبناء على طلب من الحكومة السورية، ولا يحق للولايات المتحدة مناقشته.