يصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة، غداً السبت، في أول زيارة رسمية لمسؤول سوري رفيع المستوى إلى مصر منذ 12 عاماً، يرافقه فيها وفد من المعنيين في الوزارة.
وقال مصدر رسمي في الخارجية السورية لوكالة “سانا”، إنّه “سيتم خلال الزيارة التي تتم بناءً على دعوة من وزير الخارجية في جمهورية مصر العربية سامح شكري، إجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم”.
وأعلنت الخارجية المصرية، أمس الخميس، أن “وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيعقد، صباح السبت، مباحثات ثنائية مع نظيره المصري سامح شكري في العاصمة المصرية القاهرة”.
وجاء في بيانها، أنّ “الوزير السوري سيبحث مع نظيره المصري الملفات الثنائية المشتركة، وتطورات المشهد على الساحة العربية والدولية”، وفقاً لما نقلته وكالة “أنباء الشرق الأوسط” المصرية.
زيارة المقداد.. دلائل وأبعاد
يرى موقع “ميدل إيست أونلاين” في تقرير نشره، أن “زيارة المقداد تأتي على الأرجح في سياق ترتيبات مصرية – سورية تسبق انعقاد القمة العربية في الرياض، المقررة في 19 أيار المقبل، والتي من المتوقع أن تضع على جدول أعمالها استعادة دمشق لمقعدها في جامعة الدول العربية”.
وتوقّع أن “تلعب مصر إلى جانب دولة الإمارات دوراً مهماً في ترتيب عودة سوريا لمحيطها العربي وإنهاء عزلتها عربياً وإقليمياً، وهي خطوات تعارضها دول غربية وتتحفظ عليها قطر التي ما تزال مترددة وتطالب بحل سياسي للأزمة السورية قبل أي تطبيع مع الدولة السورية”، لافتاً إلى أن “مصر من بين دول تدفع منذ العام 2014 لمنع تقسيم سوريا وتشدد على وحدة أراضيها وعلى سيادتها، وتقود في الوقت نفسه جهوداً لإنهاء الاحتلال التركي في شمالي سوريا”.
كما أوضح أن “المباحثات بين شكري والمقداد قد تفتح الباب لاجتماعات أوسع بين الجانبين وتعبّد الطريق للقاء قمة بين الرئيسين السوري والمصري، بينما تشهد المنطقة تطورات وتحولات جيوسياسية مهمة من بينها الاتفاق السعودي – الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية.”
مصر تبحث الملف السوري
وأمس الخميس، بحث سفير مصر في روسيا نزيه النجاري، مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، سُبل الحل السياسي في سوريا.
وفي لقاء سابق لوزير الخارجية المصري مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، قال شكري إنّ “القاهرة حريصة على التسوية في سوريا بما يتوافق مع القرارات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وأكد الوزير المصري على “أهمية إحياء العملية السياسية في إطار حرص مصر على تسوية الأزمة السورية في أسرع وقت، وبما يتوافق مع القرارات الدولية، من أجل الحفاظ على سلامة ووحدة الدولة السورية، وإنهاء كافة صور الإرهاب والتدخل الأجنبي بها، ووضع حد لمعاناة للشعب السوري”.
تقارب سوري – مصري عقب الزلزال
وكان الرئيس بشار الأسد قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 شباط الماضي، للمرة الأولى بينهما، أكّد فيه “تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق، وحرصها على تقديم العون لمساعدة الشعب السوري على تجاوز هذا المصاب الأليم”، بحسب ما نقلته “رئاسة الجمهورية السورية”.
وحاز الاتصال الأول بين الرئيسين اهتمام الأوساط الإعلامية حينها، ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادرها في هذا الصدد، أن “هذا الاتصال المباشر بين الرئيسين السوري والمصري كان يتم التجهيز له منذ عامين تقريباً لإنجاز تواصل مباشر بينهما بعد أن انقطعت العلاقات على يد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي إبان حكم الإخوان عام 2012”.
وأشارت المصادر إلى أن “العلاقات بين مصر وسوريا لم تنقطع انقطاعاً كاملاً في عهد الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، كما يروّج بعضهم ولكن هناك بعض التنسيق بين الطرفين غير المعلن”.
وفي 27 شباط الماضي، استقبل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد نظيره سامح شكري في دمشق، والتقى فيما بعد بالرئيس بشار الأسد، وسلّمه رسالة تضامن وعزاء بضحايا الزلزال، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقال شكري: “تشرفت بلقاء الرئيس بشار الأسد ونقلت له رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للتأكيد على التضامن مع سوريا والاستعداد لمواصلة دعمها بمواجهة آثار الزلزال”.
وبدأت السلطات المصرية إبداء المرونة إزاء سوريا، منذ أيلول 2021 عندما التقى وزير الخارجية المصري مع نظيره السوري فيصل المقداد، في هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 76، وعلّق شكري على هذا اللقاء بقوله: “نود أن نكون فاعلين في مساعدة سوريا على استعادة موقعها في الأمن القومي العربي”.
وفي تشرين الأول من العام نفسه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن بلاده ترفض محاولات فرض سياسة الأمر الواقع في سوريا.
أثر برس