وصل اليوم الأحد، وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى العاصمة الإيرانية طهران بدعوة رسمية من الجانب الإيراني، ومن المفترض أن يلتقي خلال الزيارة مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، وفقاً لما أكدته وكالة “سانا” الرسمية.
وأفادت الوكالة بأن الزيارة تهدف الزيارة إلى بحث آخر المستجدات والتطورات في الساحتين الإقليمية والدولية والتشاور حول القضايا الراهنة.
وأضافت الوكالة أنه كان في استقبال الوزير المقداد في مطار طهران، معاون مدير غرب آسيا وشمال أفريقيا في الخارجية الإيرانية داود كلانتري وشاه، ورئيس الدائرة السياسية في وزارة الخارجية وعدد من المسؤولين الإيرانيين وسفير سوريا في طهران الدكتور شفيق ديوب وأعضاء السفارة السورية.
وتتزامن زيارة وزير الخارجية إلى إيران، مع تطورات عدة تشهدها المنطقة، كما تتزامن مع تزايد الحديث عن مصير مسار التقارب السوري- التركي وسط تأكيد أنقرة على أنها لن تنسحب في المدى المنظور من سوريا، وفي هذا الصدد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتاريخ 17 تموز الجاري -قبيل البدء بجولته الخليجية- “نحن لا نغلق الأبواب في التواصل مع الجانب السوري، هناك الآلية الرباعية التي تم إنشاؤها تعمل” مضيفاً أنه من الممكن أن يلتقي بالرئيس الأسد، فيما أشار في الوقت ذاته، إلى أنه يرى أن شرط دمشق المتعلق بانسحاب القوات التركية من سوريا أمر لا يمكن أن يحدث، بذريعة وجود “الوحدات الكردية” بالقرب من الحدود التركية، وقال: “هناك تهديدات متواصلة لتركيا من هناك.. هل من الممكن أن يستخدم نفس الكلام بحق دول أخرى؟ كلا لا يستطيع.. لذلك نحن نبحث عن مقاربة عادلة، وبعد العثور على هذه المقاربة العادلة يمكن أن نتجاوز هذه المسألة وكل المسائل”.
وبعد تصريح أردوغان، بأيام أشار مدير الاتصالات في تركيا فخر الدين ألتون، إلى أن انسحاب القوات التركية من سوريا “لا معنى له الآن”، مشيراً إلى أن “الوحدات الكردية” لا تزال موجودة في سوريا بالقرب من الحدود السورية- التركية.
وتأتي هذه التصريحات التركية، في الوقت الذي تشدد فيه سوريا على تمسكها بمطلبها المتعلق بإعادة كافة الأراضي السورية إلى سلطتها، وفي هذا الصدد، قال معاون وزير الخارجية أيمن سوسان، مؤخراً أن “القضاء على الإرهاب بشكل كامل ممكن في حال التزم الجانب التركي بالتفاهمات التي وقع عليها واحترم التعهدات التي تأتي في مقدمة بيانات أستانا، وبشكل خاص ما يتعلق باحترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها” مؤكداً أنه لا يمكن أن تكون هناك علاقات طبيعية أو عادية بين دولتين تحتل إحداهما أراضي الأخرى فهذا شيء غير ممكن من وجهة نظر القانون الدولي وفي علم العلاقات الدولية لأنه انتهاك سافر لسيادة الدول.
كما تتزامن زيارة الوزير المقداد، إلى طهران مع تأكيد مصدر في الخارجية الروسية أن “الاجتماع الجديد لوزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران وتركيا قيد الدراسة”، مشيراً إلى أنه “من أجل التوصل إلى نتيجة، من الضروري أن تتوافق جداول جميع الوزراء”.
يشار إلى أنه منذ انتهاء اجتماع أستانة 20 الأخير الذي جمع نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا في 20 و21 حزيران الفائت، والذي أعلنت روسيا في ختامه أنه تم الاتفاق على “خارطة طريق” التقارب السوري- التركي، لم يشهد مسار التقارب بين دمشق وأنقرة، أي تطورات جديدة، وسط تأكيدات روسية وتركية أن المحادثات السورية- التركية مستمرة بين اللجان المشتركة التي تم الاتفاق على تشكيلها في اجتماع وزراء خارجية البلدان الأربعة في 10 أيار الفائت الذي عُقد في العاصمة الروسية موسكو.