تستمر المباحثات التي يجريها وزير الخارجية السورية فيصل المقداد مع المسؤولين الهنود منذ وصوله إلى نيودلهي مساء أول أمس، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، ولا سيما دعوة الشركات الهندية للاستثمار في سوريا، بحسب ما نقلته وكالة “سانا” الرسميّة.
وبحث وزير الخارجية السوري فيصل المقدد، مع نظيره سوبرامانيام جاشيانكار اليوم السبت، العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة والعالم، موضحاً “الجهود التي تبذلها سوريا في مكافحة الإرهاب الذي موّلته دول وقوى خارجية”.
ولفت الوزير المقداد إلى التأثير السلبي للإجراءات الاقتصادية على سوريا، ومعاناة السوريين جراء هذه الإجراءات.
من جهته، أكّد جاشيانكار استمرار موقف الهند الداعم لسوريا، ومواصلة بلاده جهود تقديم المساعدات الإنسانية كالأدوية والأطراف الصناعية وزيادة المنح التعليمية والتدريبية وبناء القدرات، مضيفاً: “إن بلاده مستعدة للتعاون مع سوريا لزيادة حجم التجارة البينية”.
وخلال لقائه مع اتحاد غرف الصناعة الهندية بالعاصمة نيودلهي أمس الجمعة، لفت الوزير المقداد إلى أن “سوريا تتطلع شرقاً لإعادة إعمارها بالتعاون مع الدول الصديقة ومن بينها الهند”.
وأشاد بـ “العلاقات السورية – الهندية المتينة والعميقة وضرورة تعزيزها في كل المجالات بما فيه مصلحة البلدين الصديقين”، مشيراً إلى “مواقف الهند الداعمة لسوريا في المحافل الدولية”.
بدوره، تحدّث الدكتور فادي سلطي الخليل رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي عن فرص الاستثمار في سوريا، وقدم شرحاً عن قانون الاستثمار رقم 18 الصادر عام 2021 والقطاعات الممكن الاستثمار فيها مثل: الكهرباء والطاقة المتجددة والبنى التحتية والأدوية والأسمدة والأعلاف.
بدوره، تحدث رئيس اتحاد غرف الصناعة الهندية نالين كولي عن أهمية العلاقات بين البلدين وضرورة التعاون والاستفادة من الفرص فيهما.
وتزامناً مع الزيارة، كتب الوزير المقداد مقالاً في صحيفة “هندوستان تايمز” يتحدث عن التاريخ المشترك بين البلدين والتطلّع لتعزيز علاقاتهما في الأيام القادمة، إذ جاء فيه: “تم إنشاء العديد من المشاريع في سوريا برعاية الحكومة الهندية وتم توقيع اتفاقيات التجارة والاستثمار ذات الصلة لتعزيز التعاون”.
وأشار الوزير المقداد إلى أن “المبادلات التجارية والاقتصادية تأثرت بالإرهاب الذي ترعاه جهات خارجية في سوريا وبفرض إجراءات قسرية أحادية الجانب على شعبها، ومع ذلك فإن العلاقات القوية بين سوريا والهند صمدت أمام اختبار الزمن وستثبت مرة أخرى أن إرادة الشعب يمكن أن تكسر كل الحدود، إذ تبنت سوريا في السنوات الأخيرة (سياسة التوجه نحو الشرق) التي ستعطى فيها الأولوية للدول الصديقة لها في آسيا مع اعتبار الهند أولوية في كل ما يتعلق بالتجارة والاستثمار والاقتصاد”.
يشار إلى أن الهند حافظت على علاقاتها سوريا خلال السنوات الماضية، وأبدت أخيراً استعدادها للتعاون الاقتصادي في مجال إعادة الإعمار.
وسبق أن وقّع المقداد في شباط الماضي، بحضور سفير الهند في سوريا ماهيندر سينغ كانيال، اتفاقاً ضم بموجبه سوريا إلى “التحالف الدولي للطاقة الشمسية”، وهو تنظيم حكومي دولي تقوده الهند.
أثر برس