تزامن اللقاء الذي عُقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية “نفتالي بينيت” مع عدة تطورات طارئة تشهدها المنطقة، كالانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتطورات الداخل الفلسطيني والصراعات القائمة بين واشنطن وبكين، ووسط جملة التطورات هذه كان هناك ملف أساسي على طاولة الاجتماع بين الجانبين، وهو الملف الإيراني والسلاح النووي الذي بات يبعد عن إيران مسافة 7 أسابيع فقط.
حيث نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية:
“من الواضح أنه إذا كانت إيران على بعد 7 أسابيع من الوصول إلى دولة ذات عتبة نووية، لكن بايدن أعلن أنه إذا فشلت الدبلوماسية، فسيتم النظر في خيارات أخرى، وهذا تصريح أكثر ضعفاً حتى من تصريحات باراك أوباما في ذلك الوقت الذي تحدث صراحة عن الخيار العسكري.. الطواقم المحيطة برئيس الحكومة اعتقدت أن أهمية الاجتماع مع بايدن تكمن في تحققه بالفعل، صحيح أن بينيت وبايدن لهما علاقة ممتازة، لكن هناك أيضاً حقيقة مقلقة، وتتمثل في أنه لم يتبق سوى سبعة أسابيع على إيران نووية، وأثبت بايدن في كابول أنه ليس حليفًا موثوقًا به، وأنه عمليًا لا يقف بجانب إسرائيل، لذلك فإنه ربما حقق بينيت هدفه في واشنطن، لكن من الواضح أن إسرائيل لم تحقق شيئاً”.
وفي موقع “ميدل إيست أي” البريطاني جاء:
“كان قرار البيت الأبيض بتأجيل الاجتماع مع بينيت لمدة 24 ساعة مثالاً جيداً على أولويات الولايات المتحدة الحالية، وتأتي أفغانستان والانسحاب المنظم للقوات الأمريكية بحلول نهاية الشهر على رأس القائمة” مضيفاً أن “إيران وتطلعاتها النووية مصدر اختلاف في الآراء بين الزعيمين، ومن جملة الأحلام الإسرائيلية هي الموافقة على قصف المواقع النووية الإيرانية كملاذ أخير إذا استنفد الضغط الاقتصادي والدبلوماسي للحد من أنشطتها، وبالرغم من أن عصر قيام الولايات المتحدة بلعب دور شرطي العالم بدأ يتلاشى ببطء منذ رئاسة جورج دبليو بوش وبعد ذلك مع باراك أوباما وترامب، والآن تحت حكم بايدن تبخر دور الولايات المتحدة في المنطقة إلى حد كبير، لكن هناك شيء واحد مؤكد، بايدن لن يفعل ما امتنع أسلافه الثلاثة عن فعله: قصف المواقع النووية الإيرانية”.
وفي رأي مختلف تماماً لما ورد نشرت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية مقالاً جاء فيه:
“أكد بينيت أن خط سلفه بنيامين نتنياهو في إدانة أي محاولات من قبل البيت الأبيض لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني أصبح الآن من الماضي. ومع أن إسرائيل لا تزال تنظر بريبة إلى عملية التفاوض مع إيران، لكنها لن تزيد التوتر مرة أخرى مع حليفها الرئيس. فالخلافات سوف تناقش بشكل مباشر، كما وعد الإسرائيليون.. يقول محللون إن مخاوف إيران لها ما يسوغها، فعلى خلفية تعثر محادثات فيينا بشأن إعادة الاتفاق النووي وحرب الناقلات بالقرب من شبه الجزيرة العربية، شددت إدارة بايدن نبرتها تجاه إيران في الأشهر الأخيرة”.
التبدلات التي تطرأ إقليمياً ودولياً على نفوذ القوى العظمى، يبدو أنها أظهرت نقاط ضعف لأطراف ونقاط قوة لأطراف أخرى، جعلتها موضع نقاش طويل الأمد لدى المحللين في الصحف الأجنبية وحتى العربية، ونقلت حلفاء هذه القوى إلى أماكن أخرى في صراعاتها ومواجهاتها.