خاص || أُثر برس
يعتبر المنسف في السويداء الأكلة الشعبية الموروثة منذ مئات السنين حتى يومنا هذا، والتي تزين المناسبات بأفراحها وأتراحها، كما يرتبط بتقديمه الكثير من العادات التي ترمز للكثير من المعاني.
أبو صالح، وهو رجل متقدم في السن تحدث لـ”أثر برس” عن عادات تقديم المنسف فقال: “عند تقديمه جرت العادة أن يقوم الأكبر بين الموجودين بالقيمة الاجتماعية والعمر، بتقفير المنسف (أي سكب السمن العربي على وجهه ودعوة الحضور لتناول الطعام)”.
وهنا تحدث عن مكونات المنسف والتي عددها بـ”البرغل المطبوخ واللبن المغلي ولحم الغنم المسلوق ويزين بالهلالات والأقراص والكبة والمكسرات”.
ولتوزيع أقراص الكبة على وجه المنسف دلالات ومعانٍ عديدة، وهنا يقول أبو رافع لـ”أثر برس”: “منظر الكبة على المنسف يجعلنا دائماً نشعر بأهمية العلاقة بين الماضي والحاضر، لأنها ذات دلالة تعكس أهميتها في الواقع الاجتماعي، وهي تعبير عن ثقافة تكونت من خلال أدوات هذه الوسائل البسيطة المتاحة، ولهذا لا ترى منسفاً من دون أن تغطي الكبة سطحه”.
وعن حجم المنسف يبين أبو رافع أن للمنسف عدد من الحلقات وكلما زاد عدد حلقاته كان المنسف أكبر وكانت القيمة أكبر، مؤكداً أن إعداد المنسف لم ينقطع أبداً ولا حتى خلال سنوات الحرب.
أما أم علاء، حدثتنا عن عمل النسوة إذ قالت: “اعتادت النسوة أن تجتمع على عمل الكبة في المناسبات والسهر في بعض الأحيان حتى الصباح وهن يغنين الأغاني الشعبية والأهازيج ويتبادلن الأحاديث والقصص كي لا يشعرن بالتعب والملل لحين انتهاء العمل”.
ورغم التنوع الكبير الذي تشهده المائدة السورية، إلا أن للمنسف نكهته الخاصة وحضوره الفريد الذي يميزه عن الأصناف الأخرى والأصناف الأجنبية والدخيلة على المطبخ السوري، وهو ما يؤكده كل أهالي السويداء.
جمانة حمدان – السويداء