أثر برس

المهنة الوحيدة المتاحة أمامهم.. متقاعدون يحولون سياراتهم الخاصة لسيارات أجرة!

by Athr Press B

خاص|| أثر يضطر عددٌ من المتقاعدين من وظائفهم في سوريا، والذين يملكون سيارات خاصة إلى استخدامها لتوصيل الزبائن ضمن المنطقة التي يقطنون فيها، وذلك بغية الحصول على مصروف يومي في ظل هذا الغلاء والوضع الاقتصادي الصعب.

يوضح رضوان (متقاعد) يبلغ من العمر 66 عاماً، أنه بدأ بممارسة مهنة توصيل الطلبات عبر سيارته منذ أكثر من خمس سنوات، مضيفاً لـ “أثر”: “في البداية كنت أركن سيارتي الخاصة من دون أن أستفيد منها؛ ولكن بعد ارتفاع سعر البنزين اضطررت للعمل عليها في توصيل الزبائن إلى أماكن قريبة في سبيل الحصول على ثمن البنزين وما يسد رمق عائلتي اليومي؛ لذلك قمت بوضع رقمي الخاص، وإني مستعد لتوصيل الطلبات في أي وقت كان، إذ تأتيني اتصالات من زبائن موجودين في أماكن قريبة يعطوني العنوان؛ فأذهب لإحضارهم وأتقاضى مبلغ 12 ألفاً؛ لأنني أحسب الطلب ذهاباً وإياباً ويُتفق على ذلك مع من يركب السيارة”.

بينما أبو علي الذي تقاعد مؤخراً لم يبذل جهداً في البحث عن عمل آخر؛ لأنه يعلم في قرارة نفسه أن كِبر سنه يمنعه من العمل في أي شركة أو منشأة خاصة؛ لذلك قرر سلفاً أن يعمل على سيارته الخاصة التي يملكها لتوصيل الزبائن ضمن الحي الذي يقطن فيه، وذلك لكسر حالة الملل التي يعيشها من جهة ومن وجهة ثانية يحقق دخل إضافي ويتعرف على أشخاص جدد يركبون معه ويسمع القصص والحكايات، بحسب توضحيه لـ “أثر”.

أما أبو عبد الله (متقاعد أيضاً) يسكن في ضاحية يوسف العظمة الكائنة في جديدة عرطوز بريف دمشق ويزاول مهنة التاكسي منذ 10 سنوات، ويبيّن لـ “أثر” أن الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار يؤرق الناس ويسبب لهم مشكلة؛ فما بالك عند إضافة كل ذلك مع آجار المنزل فيصبح الوضع كارثي للغاية.

ويشير أبو عبد الله إلى أنه يخرج صباحاً من الساعة السابعة عند ذهاب الناس إلى أعمالها وحتى عودة الموظفين عند الرابعة عصراً، متابعاً: “بعض الموظفين يعودون متعبين فيضطرون إلى ركوب تاكسي لتوصيلهم إلى منازلهم وتعرفة الركوب موحدة عن كل طلب داخل الضاحية 6000 ليرة ويكون مقداره خمس دقائق ويصل الراكب إلى منزله وتعاد العملية مع الكثير من الزبائن”.

إذاً، لم يجد المتقاعدين وخصوصاً من كبروا في السن سوى هذه المهنة؛ فالكثير من الوظائف الخاصة تستقطب فئة الشباب لتشغيلهم فلديهم الطاقة والعزم على عكس المتقاعدين الذين لم يجدوا سوى سياراتهم الخاصة صديقة لهم للعمل عليها ومصدر رزق آخر.

جديرٌ بالذكر أن هناك شركات تقدم خدمة طلب تاكسي أجرة، وبين الحين والآخر تنشر إعلاناً عن توفر شواغر لمن يملكون سيارات خاصة ويرغبون بالعمل لديهم بتوصيل ركاب.

يشار إلى أن سوريا تشهد أزمة اقتصادية تسببت بارتفاع أسعار جميع السلع، ما دفع الكثير من الأشخاص للعمل بأكثر من مكان وأحياناً بأكثر من مهنة، من أجل تأمين مصروفهم ومصروف عائلاتهم.

دينا عبد

اقرأ أيضاً