نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية دراسة تثبت أن النساء أقوى من الرجال، وذلك وفقاً لبيانات تاريخية تبحث في معدلات الوفيات للرجال والنساء الذين عانوا من المجاعات والأوبئة.
حيث أكد الباحثون أن الدراسات أثبتت أن النساء في كل حالة تقريباً، صمدن في محنهن فترة أطول بكثير، وفي الغالب تفوقن على الرجال على مر السنين، حتى عند التساوي في ظروف مؤلمة.
وتوصل الباحثون لهذه النتيجة من خلال دراستهم لما حصل قبل “مجاعة البطاطا الإيرلندية”، التي دمرت البلاد من عام 1845 إلى عام 1849، حيث كان متوسط عمر الرجال والنساء وقتها 38 سنة، ولكن مع تفاقم الأزمة انخفض متوسط العمر المتوقع للرجال إلى 18.17، بينما انخفض للنساء إلى 22.4 فقط، وغيرها من الحوادث.
وعندما تفشى مرض الحصبة الآيسلندية مرتين في القرن 19 عمرت النساء فترة أطول أثناء، حيث كان عمرهن أطول من الرجال بسنتين.
ونتيجة لذلك خلص الباحثون إلى أن هرمون الإستروجين معروف بأنه مضاد للالتهاب الذي يحمي أيضاً نظام الأوعية الدموية، في حين أن التستوستيرون هو عامل خطر لكثير من الأمراض القاتلة.
ويعتقد علماء التطور أن المرأة لديها جهاز مناعي معزز، لأنها تحتاج إلى البقاء على قيد الحياة لمدة تسعة أشهر على الأقل قبل أن تضع حملها، كما أن الرجل لديه كرومسوم إكس واحد فقط وليس اثنين مثل المرأة، مما يعني أنه لا يملك دعم احتياطي مثل المرأة.
يشير العلماء إلى أن يكون الاختلاف الثقافي والاجتماعي بين الرجل والمرأة أيضاً وراء هذا التفاوت، لافتين إلى أن الرجال يستهلكون التبغ والكحوليات والمؤثرات العقلية بكثرة ولا يقودون السيارات بحذر كبير ويأكلون بنهم أكثر من النساء، وهذا يؤدي إلى ارتفاع مخاطر أمراض القلب وسرطان الرئة وتليف الكبد والحوادث المميتة.
وأضاف أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة بريستول ماكس هيلي،أن ميزة الأنثى تنبع من جذور بيولوجية أساسية، وهي أن المرأة تميل إلى أن يكون لديها دهون أكثر تحت الجلد، ولذلك من المرجح أن يستمر مخزونها من الطاقة أطول في ظروف المجاعة.
ولم تقتصر الأبحاث على الصحة العضوية، حيث أكد أستاذ علم النفس التطوري بجامعة أكسفورد روبن دنبار أن الجواب على ذلك ربما يكمن في حقيقة أن الرجل أكثر هشاشة من المرأة، حيث إنه يستسلم أسرع منها عندما تتعسر الأمور.
وذكر حادثة شهيرة في التراث الشعبي الأميركي عندما ضل قطار من الأميركيين الأوائل في جبال روكيز في فصل الشتاء وهو في طريقه إلى كاليفورنيا، حيث مات الشباب كالذباب والنساء العجائز تمسكن بالحياة حتى إنقاذهن في الربيع التالي.