طالبت “جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام وحلفاؤها)” بعض القاطنين في بيوت ومنازل إدلب بإخلائها وإخراج المقاتلين الأجانب منها، بذريعة أن بعض هذه البيوت تم استغلالها من قبل فئة ارتكبت مخالفات جنائية أو جرائم أمنية.
وأصدرت “الجبهة” بياناً حول هذا القرار أوضحت خلاله أسبابه، مشيرة إلى أن قرار إخلاء البيوت والمنازل في مدينة إدلب يشمل جميع عناصر الفصائل، ولا يخص فئة معينة أو جنسية محددة، ويشمل كل من يقطن في هذه البيوت؛ سواء كان منتسباً لفصيل من الفصائل أو لا، بما فيها عناصر جبهة النصرة ولا يستثنى منه أحد، مبينة أن قرار الإخلاء صادر منذ عدة أشهر.
ولفت البيان إلى: “الجانب الأهم في ذلك هو استغلال بعض هذه البيوت من قبل فئة ارتكبت مخالفات جنائية أو جرائم أمنية، وعليها شكاوى سابقة وحالية، وربما لا يكون البعض ضالعاً بأي جرم أو مخالفة؛ لكن شمله قرار الإخلاء، وستسعى الجهات المعنية لإيجاد بدائل لبعض هذه الشرائح، وخصوصاً المحتاجين منهم، وفق الإمكانات المتاحة، وإن الجميع يعيش في المناطق المحررة تحت قيادة تحفظ كرامتهم وتصون أعراضهم، باختلاف انتماءاتهم وأعراقهم”.
ويتزامن تطبيق هذا القرار مع جملة من التوترات الأمنية التي تشهدها مناطق سيطرة “جبهة النصرة” تتمثل بحملات اعتقال تشنها “الجبهة” بحق مسلحي الفصائل الجهادية الأخرى المنتشرة في مناطق سيطرتها، ومظاهرات مدنية ضد ممارسات “جبهة النصرة” تواجهها الأخيرة بإطلاق النار لتفريق المتظاهرين.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية تحليلاً أكدت خلاله أن إدلب أضحت وبفعل السياسات الغربية العاصمة الجديدة للإرهاب العالمي وأن التنظيمات المدرجة على قوائم الإرهاب ترى فيها ملاذاً آمناً والخيار المفضل لها للاختباء، مشيرة إلى أن متزعم تنظيم “داعش” المدعو “أبو إبراهيم القرشي” كان مُختبئاً في المحافظة بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لـ “جبهة النصرة” ومن قبله سلفه “أبو بكر البغدادي” الذي قتل عام 2019.
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن محاولات “النصرة” المدرجة على قائمة “الإرهاب” العالمية تغيير اسمها للحصول على اعتراف من المجتمع الدولي مبينة أنه من الأفضل للولايات المتحدة في هذا الإطار تطوير استراتيجية جديدة وتوجيه حساباتها نحو الحل التالي ضد هذا التنظيم، مذكراً بما كشفه المبعوث الخاص إلى سوريا في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جيمس جيفري حول تسخير تنظيم “جبهة النصرة” من قبل ساسة الولايات المتحدة كأداة للضغط على سوريا وفتحها قنوات اتصال معه، مبيناً أن إدارة جو بايدن أقرت بأن بعض الأهداف السابقة للولايات المتحدة بما في ذلك إسقاط الدولة السورية أصبحت الآن غير واقعية.
وتُظهر العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية حالة التعاون والتنسيق المشترك بين “النصرة” والقوات التركية في محافظة إدلب.