نشرت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية في عددها الصادر اليوم، مقالاً تحليلياً موسعاً عن التنافس الإقليمي على استخراج الغاز من البحر الأبيض المتوسط بين مصر والكيان الإسرائيلي وقبرص ولبنان.
ورأى المقال أن المشهد سيتغير كلياً في مصر، بعد ظهور حقل جديد للغاز سيسمح لها أن تكون مكتفية ذاتياً وتتحول من مستوردة إلى مصدرة للغاز في المستقبل.
من جهته كاتب المقال المذكور أندرو وورد اعتبر أن المخاطر السياسية والتنافس الإقليمي يهددان آمال الاستثمار في أكبر مصدر للطاقة قريب من أوروبا، منطلقاً في تحليله من بدء مصر بإنتاج الغاز من الحقل الذي ظهر الشهر الماضي.
وأشار وورد إلى أن الاكتشاف يلفت في الوقت نفسه إلى تأسيس بؤرة لإنتاج الغاز في شرقي المتوسط.
وأكد المقال أن الحقل الذي ظهر يمثل أكبر اكتشاف “هيدروكاربوني” في البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن “إسرائيل” وقبرص تريان آفاقاً محتملة مشابهة لإنهاء اعتمادهما على الطاقة المستوردة وتحقيق مكسب اقتصادي من تصدير الفائض من إنتاج الطاقة، مضيفاً أن لبنان أيضاً فتح مياهه الإقليمية للتنقيب على النفط.
واعتبر كاتب المقال أن آفاق اكتشاف مصدر كبير للطاقة على مقربة من أوروبا يبدو خياراً استراتيجياً جذاباً، فضلاً عن وجود مخاوف في أوروبا من اعتمادها على روسيا.
وكان المقال قد نقل عن المتخصص بأمن الطاقة في لندن “إيمانويل كاراغيانيس”، قوله: “إن استثمار احتياطيات الغاز قد يغير بشكل درامي المناخ السياسي والاقتصادي في شرقي المتوسط”.
وختم كاراغيانيس كلامه مشدداً على أنه “في الوقت نفسه من المحتمل أن يفاقم النزاعات الحدودية التي تعود لعقود ويولد توترات جديدة”.