بعد الاستهداف الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة مع بريطانيا، على اليمن تزايد الحديث عن احتمالات توسّع التصعيد في الشرق الأوسط، وتوجّهت أنظار التحليلات الغربية نحو الجبهات التي فُتحت سابقاً بهدف عرقلة خطط الاحتلال الإسرائيلي في حربه ضد قطاع غزة.
ولفت في هذا الصدد، مركز “ستراتفور” الأمريكي للدراسات إلى أن “الضربات العسكرية الغربية على اليمن تخاطر بالانتقام من المصالح العسكرية الأمريكية والبريطانية في أماكن أخرى من المنطقة، وخاصة الخليج العربي والمياه المحيطة به والعراق” مشيراً إلى أن المقاومة العراقية قد تزيد من وتيرة استهدافاتها للقواعد الأمريكية كجزء من تصعيد أوسع.
وفي هذا السياق جاء في صحيفة “ذا هيل” البريطانية: “إن الضربات القاتلة التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الحوثيين في اليمن تخاطر بإثارة حرب أوسع في الشرق الأوسط تشمل مجموعات إضافية” مضيفة أنه مع استمرار الحرب في قطاع غزة، دخلت الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في معركة مع مجموعات مختلفة في إيران في لبنان والعراق وسوريا.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن خبير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات، قوله: “هذه حرب إقليمية بالفعل، ولم تعد مقتصرة على غزة، ولكنها امتدت بالفعل إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن”.
بدورها، حذّرت مجلة “ريسبونسبل ستيتكرافت” الأمريكية من تصاعد المخاطر التي قد تواجه الجنود الأمريكيين الموجودين في الشرق الأوسط، وسط هذا التوتر الذي تشهده المنطقة، ونشرت في هذا الصدد تقريراً أشارت فيه إلى أن السبب الذي تبرر فيه الإدارة الأمريكية وجودها العسكري في سوريا والعراق وهو “محاربة تنظيم داعش” انتهى، موضحة أن “تنظيم داعش خسر خلافته الإقليمية منذ أكثر من أربع سنوات، والآن تحول إلى تمرّد منخفض المستوى يمكن للجهات الفاعلة المحلية احتوائه، فالوجود العسكري الأمريكي ليس غير ضروري فحسب، بل هو أيضاً بمثابة خطر قد يتسبب بحرب أوسع نطاقاً”.
وفي هذا السياق، انتقدت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية سياسة الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه “في خضم هذه الاضطرابات، تواصل واشنطن تطبيق قواعد اللعبة القديمة: ضخ الأموال والأسلحة والأصول العسكرية في المنطقة” مضيفة أن “التكاليف البشرية والمادية لسياسة واشنطن في الشرق الأوسط هائلة، فما الذي قد تحققه المليارات الإضافية من المساعدات العسكرية والوجود الأمريكي الموسع في الشرق الأوسط في السنوات القادمة؟ والتاريخ يشير إلى أن ذلك سيؤدي إلى إلحاق ضرر مستمر بمصالح الولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي”.
وفي هذا الصدد، أكد الضابط السابق في الجيش الأمريكي سكوت بينيت، أن القواعد العسكرية الغربية في سوريا والعراق وقطر ستتعرض لهجمات متزايدة، مضيفاً أن القوة النارية للولايات المتحدة لم تعد تخيف أحداً.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن أمس الجمعة شن عدوان ثنائي “أمريكي- بريطاني” على مواقعاً في مدن يمنية عدة منها العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن “القوات الأمريكية بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا نفذت هذه الضربات الناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها الحوثيون” وفق ما نقلته قناة “CNN” الأمريكية.