أصبح الهداف عملة نادرة في أندية كرة القدم في سوريا، وانعكس ذلك سلباً على المنتخبات الوطنية التي تحتاج مع الأندية إلى لاعبين قادرين على التسجيل في جميع الظروف لتحقيق الفوز.
ولكن للأسف، لا يوجد من يستطيع فعل ذلك حالياً في الأندية السورية أو في المنتخبات التي اضطرت للاستعانة بلاعبين محترفين ولكنهم لم يكونوا بأفضل حال من المهاجم المحلي لدرجة أن منتخبنا لم يستطع تسجيل سوى هدفين على الهند وإيران في أربع مباريات خاضها في نهائيات كأس آسيا التي أقيمت مؤخراً في قطر.
وعلى الرغم من تسجيله لتسعة أهداف في التصفيات الآسيوية المزدوجة في أربع مباريات خاضها حتى الآن إلا أن ذلك ليس مقياساً على قوة مهاجميه لأن ثمانية أهداف منها سجلها في مباراتين بمرمى منتخب ميانمار الضعيف الذي يخسر جميع مبارياته بفوارق كبيرة.
وعلى صعيد الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، يكفي أن نذكر أنه مع تبقي ثلاث جولات على نهاية الدوري أي بعد 19 مباراة في المرحلتين فإن متصدر الهدافين هو عبد الرحمن بركات برصيد 7 أهداف اثنان منها سجلها في آخر مباراة لفريقه جبلة على الحرية الهابط.
فيما سجل وصيفيه عبد الرحمن الحسين من الفتوة وأحمد الأحمد من أهلي حلب 6 أهداف وسجل سعد أحمد وهو مدافع في فريق حطين 5 أهداف حتى نعرف مدى افتقادنا للمهاجم الهداف.
الكابتن وليد: المهاجم يخلق بالفطرة
مهاجم المنتخب السوري السابق والخبرة والمدرب وليد أبو السل وجد أن الهداف عملة نادرة يخلق بالفطرة والموهبة الربانية والتوفيق وحسن التصرف والاستفادة من أخطاء المدافعين وتوقعها لتسجيل الأهداف وهذه الصفات لا توجد إلا عند القليل من اللاعبين.
وقال في تصريحه لموقع “أثر برس”: “يحتاج الهداف إلى سرعة بديهة وتمارين خاصة والتصرف بجزء من الثانية لأخذ القرار بالتسديد وتسجيل الأهداف، وهذا الشيء يمكن أن يتوفر في البلدان المتطورة في اللعبة التي تعتمد العمل في الأكاديميات وصقل المواهب في سن صغيرة”.
وأضاف: “حتى ولو امتلك اللاعب السوري هذه الموهبة فإنه لا توجد الكفاءات التدريبية لتطويرها وصقل مهاراته بالشكل الصحيح، عدا عن أن البنية التحتية وأرض الملاعب لا تصلح لكرة القدم وهذه جزئية مهمة في تطوير اللعبة وتسهيل عمل اللاعبين وخصوصاً الهدافين داخل منطقة الجزاء”.
الكابتن سالم: نحاول صناعة الهدّاف
أما المهاجم السابق لفريق تشرين والمنتخب الوطني والمدرب الحالي سالم بركة، فقال حول الموضوع: “نحاول أن نصنع الهداف وهذا أمر صعب لأن الهداف موهبة وأصبح حالياً قليل الوجود”.
وأشار في حديثه لموقع “أثر” إلى إمكانية امتلاك نادٍ ما لمجموعة من المهاجمين، ولكنه لا يمتلك هدافاً واحداً، مبيناً بأنه هناك مهاجمين لكنهم ليسوا هدافين.
أرقام الهدافين في الدوري السوري الممتاز:
يذكر أن مهاجم الجيش محمد الواكد هو صاحب أعلى نسبة تسجيل في الدوري السوري الممتاز لكرة القدم بموسم واحد وكان ذلك 2018 – 2019 عندما سجل 29 هدفاً.
فيما سجل عارف آغا بموسم 1997 – 1998 26 هدفاً وفي موسم 1996-1997 25 هدفاً، وسجل محمود سلطان مهاجم أهلي حلب (الاتحاد سابقاً) 25 هدفاً بموسم 1976 -1977، وكذلك سجل كيفورك مردكيان مهاجم الجيش نفس الرصيد بالموسم الذي تلاه.
أما أقل رصيد من الأهداف لهداف الدوري السوري في موسم واحد فكان في موسم 2011-2012 إذ سجل عدي جفال ورجا رافع من الشرطة وأحمد الدوني من مصفاة بانياس ونصوح نكدلي من الكرامة وعلي رضا هاشم (عراقي) من نادي الوحدة 4 أهداف لكل منهم.
واللاعب الوحيد من خارج سوريا الذي أحرز لقب الهداف كان لاعب حطين العراقي جمعة عباس الذي سجل 19 هدفاً موسم 2005 – 2006.
ومن طرائف الهدافين في الدوري السوري الممتاز لكرة القدم أن مهاجم تشرين نضال قضيماتي أحرز لقب الهداف موسم 1988-1989 برصيد 15 هدفاً على الرغم من أنه لم يلعب سوى مرحلة الذهاب بسبب سفره واحترافه في الإمارات في مرحلة الإياب.
محسن عمران || أثر سبورت