تبادلت “جبهة تحرير سوريا” و”هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها” التهم بنقض اتفاق وقف الاقتتال الذي بدأ بينهما في الشمال السوري منذ العشرين من الشهر الفائت، وذلك بعد انتهاء هدنة 48 ساعة المؤقتة عند الساعة الثامنة من صباح أمس الأحد.
وقالت “تحرير سوريا” في بيانها مساء أمس: “إنّ هيئة تحرير الشام نقضت جهود مبادرة الصلح وباشرت بالاعتداءات من جديد، بعد عرض قائد الجبهة حسن صوفان الاستعداد لوقف شامل لاطلاق النار وبدء عمل عسكري لمناصرة الغوطة، وبعد الموافقة على مبادرة الصلح، اشترطت الهيئة شروطاً مجحفة وطلب تحقيقها قبل إيّ وقف نار وإلّا ستستمر بالبغي، وتفاجئنا بعد ظهر اليوم بشنّ الهيئة هجوماً على قرية بسرطون غرب حلب، وعودتها للبغي مجدّداً” وجدّدت “تحرير سوريا” المطالبة بإيقاف دائم للاقتتال بعد أن تمكنت “الهيئة” من تحقيق تقدمات متسارعة وكادت أن تصل إلى محيط نقاط المراقبة التركية.
وفي هذا السياق أفادت مواقع معارضة، بأنّ “جبهة تحرير سوريا” تمكّنت من تدمير دبابة لـ”هيئة تحرير الشام” عبر استهدافها بصاروخ مضاد للدورع أثناء محاولتها اقتحام قرية “بسرطون” غرب حلب، ترافق ذلك مع قصف الأخيرة للقرية بمدفع هاون ورشاشات ثقيلة، مما أوقع ضحايا وإصابات بصفوف المدنيين، كما دارت اشتباكات مماثلة على محور قرية “عاجل” ودمّرت “تحرير سوريا” دبابة أخرى هناك.
ومن جانبها “الهيئة”، اتهمّت “الجبهة” بنقض اتفاق الهدنة المبرم معها بوساطة “فيلق الشام” وفصائل وشخصيات أخرى، وقالت عبر وكالتها “إباء” مساء أمس: “التزمنا بكافة بنود الاتفاق، إلا أنّ الطرف الآخر لازال يخرقه في عدة مناطق، ومنها استهداف مواقع الهيئة في بلدة الرامي بطائرة مسيرة محمّلة بالقنابل الموجهة، ومداهمة أحرار الشام لمنزل أحد عناصر الهيئة في بلدة التح، واستهداف الزنكي حاجزًا للهيئة بالقرب من سوق الهال في بلدة أورم الكبرى بقذيفة (RBG)، مما أوجب علينا الردّ على هذه الخروقات والأخذ على يد البغاة”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه القوات السورية عملياتها في غوطة دمشق الشرقية متمكناً من استعادة السيطرة على أكثر من 60% من مساحتها.