يعاني لاجئون سوريون في قبرص محنة الانفصال عن أطفالهم وعائلاتهم، بعدما قامت السلطات القبرصية بإرجاع قسم إلى لبنان وإبقاء آخر في الجزيرة.
ووفقاً لوكالة “فرانس24” فقد تعرض لاجئون سوريون، قدموا بحراً من لبنان باتجاه قبرص في 22 من شهر آب الفائت، لانتهاكات تمثلت بفصل أمهات عن أبنائهن، وفصل رجال عن عائلاتهم.
ومن تلك الحالات، كانت اللاجئة السورية كوثر “25عاماً”، التي روت قصتها للوكالة الفرنسية، موضحة أن السلطات القبرصية اقتادتها إلى مخيم في البلاد لأنها كانت على وشك الولادة، ولم تسمح لزوجها وطفليها الصغيرين ” سنة و3 سنوات” بالقدوم معها، إذ عادوا مع زوجها إلى لبنان.
واشتكى الزوج أيضاً، خلال لقاء الوكالة ذاتها معه في لبنان، أن طفليه تعرضا للجفاف نتيجة مصاعب السفر في البحر، تحت حرّ الشمس.
ونقلت الوكالة عن لاجئ مريض، أنه تعرض لإجراءات مماثلة، إذ جرى فصله عن أسرته كذلك الأمر.
من جهتها شبكة (EuroMed Droits)، التي تضم 65 منظمة متوسطية لحقوق الإنسان، ستطلق حملة اليوم الإثنين لنشر الوعي بهذه المسألة، داعية الاتحاد الأوروبي إلى “التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها شرطة الحدود القبرصية”.
ووفقاً للقانون القبرصي، يحق فقط للاجئين الحاصلين على وضع “لاجئ” لم شمل أفراد أسرهم، مع الإشارة إلى أن من بين قرابة 7700 طالب لجوء سوري وصلوا إلى الجزيرة منذ العام 2018، حصل أقل من 2 في المئة على هذا الوضع، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
يذكر أن فئة كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون في لبنان، يعيشون الآن تحت خط الفقر المدقع، مع الإشارة إلى أن الأزمة الاقتصادي التي تعصف بلبنان دفعت بعض السوريين لمحاولة العبور إلى قبرص ومنها إلى أوروبا وبطرق غير شرعية.