خاص || أثر برس كشفت مصادر خاصة بوزارة الكهرباء لـ “أثر” عن خروج عدد من مجموعات التوليد عن الخدمة وهي بانياس (1) وبانياس (2) والزارة ومحردة، وذلك منذ عدّة أيام بسبب نقص كبير في المشتقات النفطية اللازمة لتشغيلها.
وأوضحت المصادر أنّ النقص الحاصل أدى إلى انخفاض كميات الفيول عما كانت عليه بنسبة 50% تقريباً والغاز أيضاً قرابة 35% ما تسبب بتوقف بعض مجموعات التوليد الذي انعكس على الكميات المولدة إجمالاً في البلاد لتنخفض من 2000 ميغا إلى 1500 – 1600 ميغا لا أكثر.
وشرحت المصادر: “كانت الكميات المتوفرة من الفيول خلال الفترة الماضية قبل الانخفاض قرابة 6 آلاف طن استهلاك يومي، واليوم لا يوجد سوى 3 آلاف طن يتم توريدها لمحطات التوليد”.
وعن الغاز، أوضحت المصادر أنّ كميات الغاز التي كانت لزوم الاستهلاك اليومي تزيد كميتها عن 11 مليون متر مكعب واليوم انخفضت إلى 7 ملايين متر مكعب من الغاز لا أكثر وهي كميات لا تلبي الحاجات المرجوة.
وأكّدت المصادر أنّ المرحلة المقبلة إن لم يتم إيجاد حل لمسألة توريد المحروقات سيتعيش البلاد مرحلة صعبة فيما يتعلق بالتغذية الكهربائية، واليوم الانخفاض الذي حصل منذ أسبوع أو أكثر تقريباً لمسنا آثاره على ساعات الوصل والتقنين المطبق حالياً.
وحول إعادة تشغيل المجموعة الخامسة في محطة حلب الحرارية، أكّدت المصادر أنّه من المتوقع خلال يومين أو ثلاثة أن يتم إعادة تشغيلها ولكن المشكلة تبقى في تأمين المشتقات النفطية اللازمة.
وأضافت المصادر الكهربائية أنه “كان من المتوقع إعطاء محافظة حلب كامل الكمية المنتجة من المجموعة الخامسة ولكن اليوم في ظل النقص الكبير الحاصل، لا نتوقع أن يتم إعطاء المحافظة أكثر من 50 ميغا ليصار ضخ 150 ميغا بالشبكة الكهربائية لتوزع على جميع المحافظات”.
في سياق متصل أكّدت مصادر أهلية في محافظة دمشق لـ “أثر” أنّ واقع الكهرباء منذ خمسة أيام عاد لمنحى الانخفاض بشكل ملحوظ، حيث يطبق في بعض المناطق في مركز المدينة أقل من ساعتين وصل مقابل 4 ساعات قطع، فيما يطبق البرنامج في مناطق أخرى من المدينة بمعدل ساعة وصل واحدة مقابل خمس ساعات قطع.
وفي ريف دمشق، أوضحت مصادر أهلية أيضاً أنّ ساعات تقنين الكهرباء تصل في بعض المناطق إلى 10 ساعات قطع مقابل ساعة واحدة وصل وفي أدنى مستوى لها تصل إلى 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل لا أكثر.
ويؤكّد الخبراء في هذا السياق، أنّ حل مسألة المحروقات لتأمين التغذية الكهربائية للبلاد بشكل مستقر لا يمكن أن تتم إلا بعد حسم التهديدات الحاصلة في الجزيرة السورية وإعادة تحرير حقول النفط من سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” المدعومة من قبل الاحتلال الأميركي.
ويضيف الخبراء، أنّ الاعتماد على التوريدات اليوم صعب جداً، وخاصة أنّ الدول الموردة للدولة السورية ذاتها تعاني من عقوبات اقتصادية كبيرة وخاصة إيران، وروسيا أيضاً غارقة بحربها في أوكرانيا ولن يتم تأمين التوريدات كما كان من قبل.
وتحتاج سوريا اليوم وفق تقديرات الخبراء إلى قرابة 14 مليون متر مكعب من الغاز يومياً إضافة إلى 10 آلاف طن من الفيول كحد أدنى لتتمكن الوزارة من تأمين تغذية كهربائية مستقرة بتقنين مستقر 3 ساعات وصل مقابل 3 ساعات قطع في البلاد.