خاص || أثر برس تراجع الاهتمام بأنواع محدد من المواشي خاصة “البغال والحمير وبعض أنواع الخيول” في سوريا، وخصوصاً في الأرياف بسبب دخول آليات جديدة على قطاع تربية المواشي وقطاع الزراعة، ليتم استبدال العديد من المواشي بآليات نقل أسرع جعلت من المواشي وتربيتها أمراً ثانوياً في حياة المزارعين.
لكن مع ارتفاع أسعار المحروقات في سوريا لأرقام لم تبلغها من قبل من جهة، وضرورة الاستمرار بتربية المواشي خاصة في الأرياف من جهة ثانية، عاد الاعتماد على هذه الأنواع من المواشي من جديد وهنا برزت مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف.
“أبو محمد” أحد مربي المواشي في ريف دمشق، يقول لـ “أثر”: بمجرد عودتنا لمنازلنا في الغوطة الشرقية كان لابد من أن نعيد الحياة لأراضينا التي تعد مصدر رزقنا الأساسي، وبالتالي لابد من حراثتها مجدداً، فكنا نعتمد على الجرارات لحراثة الأرض، والسيارات “السوزوكي” لنقل أي معدات أو غراس أو أغراض من منطقة لأخرى، أما اليوم وبسبب صعوبة تأمين المحروقات للسيارة لجأت للاعتماد على “الحمار” لنقل ما يمكن نقله بين الأراضي، وهو غير مكلف في تغذيته لكون يأكل بالإضافة للأعلاف، ما يستطيع إيجاده في الأراضي من أعشاب”.
بينما يضيف أحد الفلاحين في الغوطة الشرقية أنه عاود لشراء “حمار”، وركن الآليات في محيط أرضه موضحاً: “كنت قد استغنيت عن عدد من المواشي لأن غذاءها بات مكلفاً، واعتمدت في النقل على “الميتور” لكن اليوم اعتمد بنسبة 50% على “البغل أو الحمار” لنقل أغراض قليلة لمكان قريب أو لحراثة الأرض رغم أن الطاقة الإنتاجية للحمار مقارنة بالجرار منخفضة، لكن ألجأ أحياناً لهذا الحل حتى لا أسرف المزيد من المحروقات التي باتت تكلفني المبلغ المعلوم للحصول عليها”.
ويرى فلاح آخر أن احتمال انقطاع الوقود داخل الموسم الزراعي، جعل من الاعتماد على المواشي أمراً سهلاً، مشيراً إلى أن معظم الفلاحين في منطقته عادوا لاستخدام الحمير، ما زاد الطلب عليها ورفع سعرها.
وفي معرض استفسارنا عن أسعار الحمير والإقبال عليها، يقول أبو محمد: “يُباع اليوم الحمار بسعر 500 ألف إن كان ذكر، و300 ألف إن كانت أنثى، حيث يوجد عدّة أنواع من الحمير وأبرزها المستخدم في سوريا، هما نوعا الحمار الحسكاوي والقبرصي، ولكن الطلب قليل، والإقبال أكثر على شراء الأبقار هذه الأيام”.
وفي إحصائية خاصة عن هذه الأنواع من المواشي (الحيوانات الزراعية) حصل عليها “أثر برس” من وزارة الزراعة، تظهر نقص عددها بالفعل مقارنة بما قبل الحرب، حيث كان عدد الحيوانات الخيلية في عام 2011 يقدر بـ116852 وانخفض في عام 2020 إلى 73749 أي هناك تم فقدان أكثر من 40 ألف رأس في هذه الأعوام.
فمثلاً كان عدد الحمير في عام 2011 يقدر بـ98860 رأس، وفي عام 2020 انخفض العدد إلى 61344 رأس يتركزون في الرقة تليها حلب ثم دير الزور فالحسكة.
أما الخيول فكان عددها في عام 2011 يقدر ب 15181 رأس، ليتراجع العدد إلى 12327 في عام 2020 يتركزون في الحسكة تليها ريف دمشق ثم إدلب.
في حين تظهر الإحصائية أن عدد البغال في عام 2011 كان يقدر بـ 2811 رأس، وتراجع هذا العدد إلى 2123 بحلول عام 2020، يتركزون في حلب تليها إدلب ثم دير الزور.
أما الجمال، فكان عددها في عام 2011 بحسب الإحصائية، 55021 جمل، وتراجع هذا العدد إلى 39701 جمل بحلول عام 2020، يتركزون في دير الزور ثم ريف دمشق تليها الرقة.