أشار وزير الخارجية التركي السابق علي باباجان، الذي يتولى حالياً رئاسة حزب “الديمقراطية والتقدم” المُعارض، إلى أن مغادرة وزير الخارجية فيصل المقداد، قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية 162، كان تعبيراً عن رفض دمشق مشاركة أنقرة في الاجتماع.
وقال باباجان، في لقاء تلفزيوني أجراه أمس الأربعاء: “إن إعادة العلاقات مع سوريا إلى طبيعتها يستلزم تمهيد الأرضية لذلك”، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأشار إلى وجود عدد من القوى الفاعلة في سوريا، لافتاً إلى أنه “لا بد لتركيا من التواصل مع جميع هذه الأطراف، من أجل تهيئة المناخ الملائم لعودة العلاقات مع دمشق، وهو أمر سيستغرق وقتاً”.
وفي سياق متصل نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر تركية دبلوماسية، أن أنقرة ستستمر بمسار التقارب مع دمشق.
وكان وزير الخارجية فيصل المقداد، قد انسحب من قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية 162، الذي عُقد في القاهرة في 10 أيلول الجاري، فور بدء وزير الخارجية التركي حقان فيدان، كلمته أمام وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية.
وفي 25 آب الفائت علّق الرئيس بشار الأسد، على مسار التقارب السوري- التركي في خطابه الذي أدلى به تحت قبة مجلس الشعب، بقوله: “إن استعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا كنتيجة للانسحاب والقضاء على الإرهاب، نحن لم نرسل قوات لكي تحتل أراضٍ في بلد جار، ولم ندعم الإرهاب لكي يقوم بقتل شعب جار، وأول الحل هو المصارحة لا المجاملة، هو تحديد موقع الخطأ لا المكابرة”.
يشار إلى أنه منذ 28 حزيران الفائت تتوالى التصريحات التركية التي تعرب أنقرة فيها عن رغبتها بالتقارب مع دمشق، بينما تشدد الأخيرة على مطالبها المتعلقة باستعادة السيطرة على أراضيها التي سيطرت تركيا عليها خلال سنوات الحرب، وعلى الرغم من عدم وجود خطوات علنية في مسار التقارب، فإن التقديرات السورية والتركية تشير إلى وجود ليونة في المفاوضات بين الجانبين.