خاص || أثر برس ثماني سنوات على التوالي، ومائدة الرحمن ترحب بضيوفها في شهر رمضان باللاذقية، هذه المائدة التي يقصدها الأهالي سواء للجلوس وتناول وجبة الإفطار التي يتم طبخها بعناية ومحبة، أو للحصول على الوجبة وأخذها إلى بيوتهم وسط ترحيب القائمين عليها.
يقول محمود جمّال أحد القائمين على المبادرة، التي درج على العمل بها طوال شهر رمضان المبارك، في ساحة الشيخ ضاهر وسط مدينة اللاذقية، وهو يرحب بضيوف “مائدة الرحمن” لـ”أثر برس”: “بمبادرة من فاعل خير سوري، نقوم بتجهيز مائدة الرحمن يومياً لإطعام مئات الصائمين والفقراء في اللاذقية أفراد وعائلات وأصدقاء، وشعارها (كلنا لبعض)، وهذه المائدة مجانية نقدمها للفقراء أمام أحد المقاهي، ليجدوا ما يفطرون به، وينهون به يوماً من صيام متعب، حتى أصبحت هذه المبادرة طقساً رمضانياً، يحل في مكانه وموعده كل عام، يؤمه الصائمون والفقراء، منذ 8 سنوات”.
ويتابع جمّال: أغلب الجالسين حول “مائدة الرحمن”، يداومون منذ بداية شهر رمضان على الحضور للحصول على وجبة الإفطار، حتى باتت وجوههم مألوفة ومعروفة للجميع.
ويضيف جمّال: “نحرص على إقامة (مائدة الرحمن) منذ سنوات، بتبرع من أحد الأشخاص ميسوري الحال، الذي يرفض دائماً الكشف عن هويته”، مشيراً إلى أن الهدف من إقامة هذه المائدة ليس إطعام الفقراء فحسب، وإنما أيضاً تدعيم أواصر الود والمحبة بين السوريين والتقرب لله تعالى.”
ويكمل جمّال: “على الرغم من غلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة والتي زاد أثرها السلبي هذا العام، إلا أن ذلك لم يمنعنا من إقامة (مائدة الرحمن)، كما في السنوات الماضية”.
وبحسب جمال هذا العام ازداد عدد وجبات الإفطار إلى حوالي 600 وجبة، بالإضافة لتقديم الحلويات والعصائر والمياه مع الوجبات.
وعن عملية اختيار الوجبات وإعدادها يوضح جمّال: “نقوم بتحضير كل يوم نوع من الوجبات داخل مطبخ تم تجهيزه لهذه الغاية، ويوجد فيه حوالي 35 عامل وعاملة يقومون بطبخ الطعام بعناية” خاتماً حديثه عن المبادرة متمنياً أن تعمم هذه المبادرات في جميع أحياء محافظة اللاذقية.
زياد سعيد – اللاذقية