في الوقت الذي تشهد فيه دول العالم حملات تطعيم واسعة النطاق ضد فيروس كورونا المستجد، يسعى الكثير من العلماء لإكمال أبحاثهم حول فعالية اللقاحات.
نجح الباحث المصري محمد رحيم ضمن فريق بحثي بجامعة “لانكستر” بإنجلترا، في تصميم لقاح بشري ضد فيروس كورونا المستجد، بتقنية جديدة تدعى “الهندسة الوراثية العكسية”، ويؤخذ عن طريق الأنف وبأقل تكلفة.
وتمكن رحيم، بالتعاون مع اثنين من زملائه، وهما لوسي وجون وارنتون، من تصميم لقاح جديد ضد عدوى كوفيد-19.
ونقلاً عن وكالة “سبوتنيك”، قال الباحث المصري إن اللقاح الجديد تم تطويره بالاعتماد على “تيتر”، وهو فيروس يعود أصله إلى الدواجن، وتم استخدامه في مصر منذ عدة سنوات، لتحصين الدجاج ضد مرض نيوكاسل.
وأوضح رحيم، أن فيروس “تيتر” تم استخلاصه من البيض المخصب عبر الهندسة الوراثية العكسية ومن خلاله، قام الفريق البحثي بتصميم “أنتي جيني” (antigen)، المعروف أيضاً باسم “سبايك بروتين”، وهو الجزء المسؤول عن تحفيز الجهاز المناعي لدى الإنسان لإنتاج أجسام مضادة لفيروس كورونا، بحسب رحيم.
وأوضح الطبيب المصري أن تصميم اللقاح عن طريق البيض المخصب، آلية سهلة في عملية الإنتاج، تجعله أقل تكلفة مقارنة باللقاحات الحالية، خاصةً أن البيضة الواحدة تنتج كميات كبيرة من فيروس “تيتر”، وتسهل أيضاً من ظروف تخزينه ونقله، مشيراً إلى أن التجارب الأولية التي بدأت في أبريل الماضي، أظهرت فعالية وأمان اللقاح على الأطفال والحوامل وكبار السن.
وبيّن بأن التطعيم باللقاح الجديد يتم عن طريق الأنف، على عكس اللقاحات الأخرى التي تحقن في الجزء العلوي من الكتف.
وبعد النتائج المبشرة التي أظهرها اللقاح عندما تم اختباره على عينات من حيوان الهامستر، بالتعاون مع فريق بحثي من جامعة تكساس، ترأسه الأستاذ لويس مارتنيز، قام رحيم وزملاؤه بإرسال كافة أوراقه إلى منظمة الصحة العالمية، للحصول على موافقة بتجربته على الإنسان في تجارب سريرية.
وذكر وكيل البحوث والدراسات بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية الدكتور علاء الخولي، بالرغم من تمتع جميع اللقاحات التي تنتج من خلال البيض المخصب بنسبة أمان عالية، ولكن يجب مراعاة أن هناك أشخاص يعانون من الحساسية اتجاه بروتين البيض، وقد يعرضهم اللقاح الجديد لمضاعفات خطرة عند التطعيم به.
وقال الخولي إن الهندسة الوراثية العكسية يمكن من خلالها أخذ الجينات المسؤولة عن المناعة وتركيبها على فيروس غير ضار، يتم تنميته على خلايا زرع نسيجي، بحيث يكون صالحاً للإنسان.
وأشار الخبير المصري إلى أن مزارع البيض المخصب تضم سلالات خالية من المسببات المرضية، يتم تجهيزها بتكنولوجيا حديثة، بحيث لا يدخلها أي ميكروبات، مشددًا على ضرورة أن يتم ذلك الأمر مع سلالات الدواجن أيضاً.
يذكر أن الدكتور محمد رحيم هو باحث بعلم الفيروسات في كلية الطب وعلوم الحياة بجامعة لانكستر منذ عام 2019، وسبق له العمل كمدرس بقسم الفيروسات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة.